٢٦ مارس ٢٠١١

ريحة الخل... أول نفس حرية

عمري ما تخيلت ان انا ممكن احب ريحة الخل. ريحة الخل بتفكرني بيوم جمعة الغضب - 28 يناير. اليوم اللي شفت فيه مصر اللي كان أبويا وفؤاد حداد بيتكلموا عنها. شفت مصر قدام عيني واضحة وضوح الشمس. شفت مصر اللي عمري ما تخيلت انها موجودة أصلا...

والنهاردة لقيت نفسي رايحة المطبخ وبافتح قزازة الخل عشان اشمها وافتكر البنت المنقبة اللي اديتني خل امسح بيه وشي عشان يطغي على ريحة الغاز المسيل للدموع.. وعشان افتكر الشباب اللي ماعرفهمش اللي أول ما الضرب بدأ يزيد عند كوبري الجلاء ما كانوش بيعملوا أي حاجة غير انهم يحموا البنات اللي حواليهم وعشان افتكر منظر نفس الشباب دول وهما بيزعقوا لواحد قرر يطلع فوق عمود نور ع الكوبري ويكسّره. اتلموا عليه ونزلوه من ع العمود وقالوا له: العمود ده اتبنى بفلوسك يا غبي! افتكرت لما لقيت هتاف عجبني وقررت اردده: "لا برادعي ولا إخوان، إحنا شباب مصر الجدعان." ولقيت الشباب مرة واحدة اتلموا عليَّ وقالولي بلاش الهتاف ده.. احنا كلنا هنا لنفس الهدف.. بلاش هتافات تفرق الناس. احترمتهم جدا واعتذرت وهتفت بعلو حسي: الشعب يريد إسقاط النظام!

إفتكرت كمان لما كنا عايزين نكلم أهلنا ونطمنهم علينا عشان الموبايلات كانت مقطوعة ولقينا محل ورد عملنا منه مكالمات كتير والراجل رفض ياخد فلوس وقال لنا: "مش انتوا جايين م المظاهرات؟ ربنا يبارك لكم.. دي أقل حاجة الواحد يعملها".

وافتكرت الأصدقاء الجدد اللي ربنا بعتهم لي من حيث لا أدري: أحمد مهنا، الشاب الهادئ اللطيف اللي لا ليه في مظاهرات ولا عمل سياسي واكتشف بعد جمعة الغضب بكام يوم انه عنده شظايا رصاص حي جنب عينه وفي رقبته وظهره، (كان فاكر الوجع والورم أثر رصاص مطاطي وبعدين عمل آشعة بينت انها شظايا حديدية) بقينا صحاب وجه سجل معانا بروفة غنوة راجعين. وافتكرت شعوري أول ما سمعت كلمات الغنوة من أمين حداد وضربة حازم على العود وكإنه بيضرب سور كبير حنهدّه بالمزيكا!

افتكرت كمان إحساسي لما عمرو اتصل بيَّ وهو بايت في الميدان في الليلة اللي بعد غزوة الجمل وقالي: أنا قضيت الليلة باسمع أغاني عمو صلاح (صلاح وجاهين) وفؤاد حداد في إذاعة الميدان.. كإنهم كانوا بايتين معانا.

وافتكرت شباب الاخوان اللي كانوا قاعدين بيغنوا معانا في الميدان وواحد منهم جالي بعد ما نزلنا من ع المسرح وقال لي: انتوا نزلتوا ليه؟ إنتوا مكانكم هنا (مشاورا على المسرح)

وافتكرت كمان مظاهرات تأييد مبارك اللي دوشتنا طول الليل وكنت كل شوية أصحى قلبي مقبوض على أصوات بتهتف بغِل: "اللي يحب مصر ما يخربش مصر" و"الشعب يريد مبارك رئيس".... أبص م الشباك ألاقيهم 50 واحد واخدين شارع جامعة الدول رايح جاي....

وافتكرت فاطمة بنتي واحنا راجعين م الحضانة لما شافت صورة الشهيد "مصطفى الصاوي" اللي متعلقة في الحوتية وسألتني "مين ده" وقلتلها وانا الدموع في حلقي "ده ولد حلو عشان كان فيه ناس وحشين بيعملوا حاجات غلط فنزل في الشارع عشان يقول لهم انتو وحشين". فمرة تانية واحنا راجعين لما شافت الصورة قالتلي "الولد الحلو أهه يا ماما اللي كان بيقول: عيش، كرامة، حرية."

وافتكرت أول جمعة مليونية بعد القداس والصلاة لما الإذاعة شغلت "بلادي بلادي" وبعديها "المصريين أهما" وبعديها "صورة صورة". حسيت ان بابا وافق في وسط الناس بيغني.

أشكرك يا قزازة الخل. والنبي لو ما كانت الناس تضحك عليَّ لكنت احط بارفان خل كل يوم عشان افضل فاكرة.

هناك ٣ تعليقات:

Mahmoud Hafez يقول...

الله على ازازة الخل اللي بتخلينا نفتكر اول نفس حرية
تسلم ريحة الخل اللي خليتك تكتبي الكلام الجميل ده !

غير معرف يقول...

اكيد الوالد شايفك و شايف مصر و يعرف الآن ان تعبهم ما راح على الفاضي الله يحفظ مصر و شبابها الشرفاء و عقبال ما نغني كلنا في فلسطين المحرره

سامية جاهين يقول...

آمين يا رب