‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثورة مصر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثورة مصر. إظهار كافة الرسائل

٠٧ أغسطس ٢٠١١

فيديو مهم جدا! أرجوكم تشوفوه!

أرجوكم تتفرجوا على الفيديو ده. الثورة اللي احنا فرحانين بيها ودايرين نقول إرفع راسك فوق انت مصري، شبابها بيتحاكم محاكمات عسكرية! دي مصيبة وكارثة لا يمكن السكوت عليها! لا وألف لا للمحاكمات العسكرية! المحاكمات العسكرية مش بس ظلم.. المحاكمات العسكرية أداة من أدوات وأد الثورة!

اللي بعديه كمان فيديو مهم جدا عن "سامبو" أحد الشباب اللي بيتحاكموا.
محمد جاد الرب عبد القادر الشهير بـ"سامبو" بطل دافع عن المتظاهرين يوم ٢٨ و٢٩ يونيو. قبض عليه ومقدم إلى محاكمة عسكرية بعد قيام الداخلية بقيادة حملة تشويه عنيفة ضده عبر الإعلام الرسمي.


لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين from Ramy Rizkallah on Vimeo.


١٢ يونيو ٢٠١١

الفلاحين والعمال والطلبة المعتقلين

بجد يبقى عيب قوي بقى لو ما اهتميناش! خذلناهم أول مرة ما ينفعش نخذلهم تاني!

بكرة فيه وقفة قدام مكتب النائب العام للتضامن والمطالبة بالإفراج الفوري عن العمال والفلاحين والطلبة المعتقلين.. شير واتيند.


تحديث: اصدر النائب العام قرارا بالإفراج عن المعتقلين بضمان محل اقامتهم - خلاص الخبر اتأكد. كان لزومه إيه حرقة الدم؟ ولا احنا لازم نهدد بالتظاهر عشان تمشوا بما يرضي الله!



١١ يونيو ٢٠١١

أنا مكسوفة!! وكلنا لازم نبقى مكسوفين!!

تحديث بعد الجلسة: شباب 6 ابريل يؤمنون الفخراني بأجسادهم :)

هي دي مش بلدنا برضه؟ والناس اللي مستبيعة وتاعبة نفسها عشان تجيبلنا حقننا دي ما تستاهلش مننا ان احنا نقف جنبهم؟ الراجل اللي رافع القضية ده عامل عملية في ظهره وبعتوا له بلطجية في الجلسة اللي فاتت وماعندهوش أي حاجة تضطره انه يعمل كل ده. وفعلا بدأ ييأس وبيقول انه حيتنازل عن القضية
لو الشعب بقى مش فارقة معاه!!

هو و أمثاله هم الثورة الحقيقية! أرجوكم لا تخذلوهم!

وبعدين احنا دايرين ندوّر على فلوسنا اللي بره في حين اننا لو تعبنا نفسنا شوية - أو حتى بلاش نتعب نفسنا! نقف بس جنب الناس اللي زي الفخراني وبيتعبوا نفسهم بدالنا - حنرجع للبلد بدل الملايين مليارات منهوبة!

أرجوكم تهتموا بالموضوع. أنا عن نفسي ما كنتش أعرف حاجة عنه غير لما قريت آخر نوت كتبتها ياسمين الفخراني بنت حمدي الفخراني بعد المهزلة اللي حصلت لهم في الجلسة الأخيرة.

لينك الإيفنت أهه. نشتغل شوية بقى!

ولو حد مهتم يعرف تفاصيل أكتر عن القضية من محامين أو نشطاء الملفات كلها موجودة هنا.


وأخيرا أحب بس اقول لهذا الرجل المحترم وبنته: إنتم اديتوني أمل وأكدتولي ان فيه ناس مش بس قلبها على البلد، لأ كمان بتقدم كل ما عندها عشان تطهرها وتضمن ان ثورتها دي ما تبقاش مجرد عملية تجميل! ربنا ينصركم.

٠٨ يونيو ٢٠١١

مظاهرة الفلاحين النهارده

تحديث هام قبل ما تقرا التدوينة: يا ريت ماحدش يدخل يقول لي بيعطلوا البلد وعجلة الإنتاج وبيان الوزارة أقل ما يقال عنه انه مخزي! في كل بلاد العالم المحترمة الإضراب وسيلة مشروعة لإعلان المطالب ودول ناس بقالهم أكتر من ست شهور بيروحوا الوزارة يطالبوا بحقوقهم ومافيش حد سامعهم. اشمعنى مثلا لما شركة طيران زي بريتيش إيرويز تعمل إضراب في انجلترا وتشل حركة الطيران بحالها محدش بيمنعم!! وبتكون طريقة فض اعتصامهم هي الاستجابة لمطالبهم أو على الأقل مناقشتها!!

________________________________


النهاردة اكتشفت بالصدفة من نورا شلبي على تويتر ان الفلاحين بيتظاهروا في شارع القصر العيني مطالبين بحقوقهم. اللي وصلني ان معظم المطالب كانت متعلقة بإيجار الأراضي اللي اصبح فوق طاقة أي فلاح وبحق الفلاحين في امتلاك الاراضي اللي بيفلحوها.


سؤالي هو: ليه ماعرفناش عن المظاهرة دي من بدري؟ مين اللي نسق لها وليه ماحاولوش يتصلوا بالنشطاء عشان يحشدولها عشان الناس دول ما يتسابوش لوحدهم؟


اللي حصل ان عددهم كان قليل وما شاء الله العيسوي جامد في الأمن عندما يتعلق الأمر بالمظاهرات! الأمن المركزي نزل في كامل قوته وفض الاعتصام وبدأ يعتقل من الفلاحين.


والحقيقة دي مش غلطة الأمن بس. دي غلطتنا احنا كمان. عشان احنا مش هناك معاهم نحميهم بالكترة ونساندهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة. وده بقى على فكرة مرتبط بمسألة حرب المواقع اللي اتكلمت عنها هنا واللي كتب عنها حسام الحملاوي فيما يخص استمرار الثورة في المصانع هنا.


من الآخر كده وعشان ما اطوّلش عليكم: لو ما رتبناش أولوياتنا ولو ما وقفناش جنب العمال والفلاحين اللي الثورة دي قامت عشان هم مش لاقيين ياكلوا وعيشيتهم عبارة عن ظلم في قهر في قرف، يبقى قولوا على الثورة دي ياللا السلامة.


وخليكم فاكرين ان لولا انضمام العمال والفلاحين في أواخر ايام الاعتصام للثورة ولولا تهديدهم بالدخول في إضراب مفتوح وعصيان مدني ماكانش مبارك مشي ولا شفيق مشي. لو بعناهم

النهاردة نبقى نستاهل اللي يجرالنا!


ملحوظة: تفتكروا لو كان العدد أكبر وكان في وسطهم نشطاء وصحفيين وناس تقدر تساعدهم في تنظيم نفسهم أثناء التظاهرة، تفتكروا كان قدر الأمن يتعامل معاهم بنفس الطريقة ويفض الاعتصام؟


اتفرجوا على صور نورا شلبي هنا: http://yfrog.com/h39uubtbj



٠٦ يونيو ٢٠١١

الحياة الحرة في الأحياء


وفى السويس ، واحد من الشهدا كان اسمه غريب ، وكام غريب فى السويس

(من قصيدة "الطير والثورة" لأمين حداد)

احنا اتولدنا عشان نكون شهداء
احنا الحياة الحرة في الأحياء
وحتى شوفي الصور تلقي في جبيننا ضياء
وفي عيوننا نِدا وفي ابتسامنا فدا

(من قصيدة "على لسان الشهداء" لأمين حداد)



٠٢ أبريل ٢٠١١

مرحب مرحب بالثوار! التحرير 1 أبريل


أقول لكم إيه؟ مصر كل يوم بتبهرني! أهه أنا لو كان عندي ذرة شك في الأيام اللي فاتت ان الثورة ممكن تتسرق مننا.. النهاردة قلبي اطمن

إحنا لسه راجعين من التحرير والأعداد كبيرة جدا.. ما تقلّش عن مليونيات أيام الاعتصام والصور عندكم شوفوا. والهتافات واضحة وصريحة والمطالب واضحة وصريحة والشعب عارف هو عايز إيه.

أحلى لحظة بالنسبة لي النهاردة كانت لما المسيرة اللي جاية من الجيزة وصلت الميدان. ماشيين بقالهم ساعتين ونص على رجليهم في عز الحر لكن وشوشهم المفرهدة مليانة عزم وإصرار ونور. وكان خالد السيد - من ائتلاف شباب الثورة - في مقدمتهم بيهتف وأول ما وصلوا كلنا هتفنالهم: مرحب مرحب بالثوار!

مرحب فعلا بالثوار... مرحب بيكي يا مصر. بالأحضان يا مصر يا زينة الدنيا!


تحديث: نسيت أقول حاجة لحبايبنا الحلوين بتوع الاستقرار الزائف اللي فلقونا بقالهم أسبوعين وبيتهمونا اننا بنتجاهل الشارع وببنصرف ضد رغبته. أحب اقول لهم: إحنا الشارع! ومصر قدامكم أهه تتحدث عن نفسها. شباب وعمال وفلاحين وناس على باب الله وستات ورجالة (و مش القاهرة بس .. يا ريت تروحوا تشوفوا صور اسكندرية كمان)



٠١ أبريل ٢٠١١

معذرة سيدي اللواء! - مقال لأحمد عبد العليم

أحمد عبد العليم (عبد الحق) يكتب رداً على مداخلة اللواء ممدوح شاهين على أون تي في منذ يومين


معذرة سيدي اللواء!

السيد اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية، يسأل المصريين: أين كنتم طيلة عهد مبارك؟ و هو يوجه هذا السؤال إلى ثلاثة من مفكرينا أعربوا عن تحفظات لهم على الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا . لم يجد السيد اللواء غضاضة في طرح هذا السؤال وكأن الذي أجبر مبارك على التنحي لم يكن هذا الشعب.. وكأن الشهداء، الذين أدى المتحدث باسم المجلس الأعلى التحية العسكرية لهم، لم يقدموا شيئا، وكأنه كان من الممكن لسيادة اللواء أن يخاطبنا اليوم ويسألنا "أين كنتم؟" لولا أن الشعب المصري قام بثورة، و لولا أن هذه الثورة أرغمت مبارك على التنحي وكانت بالتالي هي السبب الحقيقي، والمباشر، في تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد السلطة. لنكن واضحين: المجلس الأعلى يستمد شرعيته من الشعب وليس من تكليف "رئيس مخلوع " موضوع قيد الإقامة الجبرية حسبما يقول المجلس. معنى ذلك أن مصدر شرعية المجلس الأعلى هو رضا الشعب عنه وقبوله له وليس أي شيء آخر، وهذه حقيقة يجب ألا تغيب لحظة واحدة عن أي مواطن و لا نعتقد أنها تغيب، بصفة خاصة، عن قادة قواتنا المسلحة أعضاء المجلس الأعلى ! يكفي أن يعود السيد اللواء إلى الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس والذي يقول إن "السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات"، أم هل يراد منا أن ننظر إلى هذا النص كـمجرد "ديكور" أو "عبارة إنشائية" لا " تودي ولا تجيب" على نحو ما استقر عليه العمل أيام النظام البائد ؟ ثم، لنفترض جدلا أن أخطبوط النظام القمعي، بقواته التي بلغت من حيث العدد ثلاثة أمثال القوات المسلحة وبممارساته التي لم يتورع فيها عن شيء، كان أقوى منا وأنه ظل قادرا على إرهابنا وقمعنا عشرات من السنين، هل يعني ذلك أننا لا نملك اليوم حرية توجيه النقد لحكامنا بعد أن دفعنا ثمن هذه الحرية وكفّرنا عن "خطيئة الصمت" التي يتهمنا بها السيد اللواء؟!

أما إذا كان السيد اللواء يريد أن "يعاير" مثقفينا ويتهمهم بالجبن عن انتقاد مبارك والسكوت عن ديكتاتوريته فقد جانبه التوفيق هنا أيضا. هل يمكن لأحد أن يقول إن محمد حسنين هيكل لم ينتقد؟ هل يمكن اتهام علاء الأسواني بالسكوت؟ هل يمكن أن نتهم إبراهيم عيسى بالصمت؟ هل بوسع أحد أن ينكر أن صنع الله إبراهيم رفض جائزة مبارك احتجاجا على سياساته؟ هل يمكن أن تتهم جلال أمين وحسام عيسى وحسن نافعة وأمين اسكندر وجورج اسحق وبهاء طاهر وعبد الحليم قنديل وشريف حتاتة ومحمد أبو الغار وأسامة الغزالي حرب وأحمد النجار ومحمد عبد القدوس وأبو العز الحريري و حمدين صباحي [على اختلاف توجهاتهم وبدون ترتيب أو ألقاب] وعشرات آخرين من كبار مثقفينا بمداهنة النظام الساقط أو بتملق الديكتاتور؟ هل تنكر يا سيدي اللواء الموقف الشجاع لكثير من قضاتنا ضد تزوير نتائج الانتخابات وضد التدخل في استقلال القضاء؟ هل يمكن لأحد أن يتهم الذين لجئوا إلى القضاء لمنع تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بالجبن؟ ثم هل يمكن لأحد أن ينسى الحملة الواسعة التي شنها مثقفونا الشجعان ضد "التوريث" في مواجهة مرتزقة لجنة السياسات وزبانية أمن الدولة و بلطجية الإعلام؟

ثم، هل يمكن لأحد أن ينكر أن جماهيرنا المقهورة المستلبة الحقوق قاومت ببسالة سياسات الإفقار والتجويع، و نظمت احتجاجات واعتصامات وإضرابات على مدى سنوات عديدة ماضية، وخاضت أحيانا معارك دامية في مواجهة جهاز مبارك القمعي المتوحش؟ هل يمكن لأحد أن يقول لعمال غزل المحلة أين كنتم؟ هل يمكن لأحد أن يقول لعمال السويس أين كنتم؟ هل يمكن لأحد أن يقول لعمال بورسعيد أين كنتم؟ هل يمكن لأحد أن يقول لموظفي الضرائب العقارية، أو للذين خاضوا معركة الحد الأدنى للأجور، أين كنتم؟ هل يمكن لأحد أن ينكر اليوم أن هذه الاحتجاجات الاجتماعية المتواصلة كانت روافد أساسية لثورة 25 يناير، وأن انتشارها على هذا النطاق الواسع يقدم دليلا قاطعا على إفلاس السياسات الاقتصادية والاجتماعية لنظام القهر والنهب والإفقار بقيادة مبارك وبطانته من رجال الأعمال الفاسدين.

لكن أكثر ما يثير الألم في كلام السيد اللواء كان هو قوله: أنظروا إلى ما يحدث في ليبيا والبحرين وقارنوا بين موقف الجيش هناك وموقف الجيش في مصر! أريد أن أتكلم هنا بأقصى قدر من الصراحة فأقول إذا كان المقصود بهذا الكلام هو المن على الشعب المصري من منطلق: " أنظروا ما فعلناه وما فعله غيرنا واحمدوا ربنا !" فهذا موقف مرفوض بل ومناقض لكل المواقف المعلنة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة نفسه. نعم نحن نحمد ربنا و"نبوس إيدينا وش وضهر" على السراء والضراء، لكن الذي يجب أن يكون واضحا هنا وضوح الشمس هو أن الشعور بأن الجيش "تفضل" على الشعب حين رفض إطلاق النار عليه هو شعور لا يقوم على أساس. فطبيعة الأمور في أي بلد متحضر هي أن الجيش ليس أداة قمع وإرهاب توجه نيرانها لأبناء الشعب بل أداة تحمي الشعب من أعدائه الخارجيين. هذه هي طبيعة الأمور في أي بلد متحضر فما بالكم بها في مصر التي يعتبر شعبها الجيش جزءا من نسيجه الوطني.. ينظر إليه حتى الآن ، ورغم كل ما حدث من تشويش في العهد البائد، بوصفه الدرع الذي لا يمكن للأعداء انتزاعه منه! لنقل بصراحة إن الجيش نزل إلى الشارع بعد أن عجز زبانية أمن الدولة والأمن المركزي عن قمع الشعب والإجهاز على ثورته. هذه القوات، التي تفوق في عددها القوات المسلحة، هي المؤهلة والمسلحة والمدربة لقمع التحركات الجماهيرية. وقد استخدمت هذه القوات، كما رأينا، كل ما في جعبتها في مواجهة المتظاهرين العزل.. ولم تتردد في استخدام كل ما يخطر على البال وما لا يخطر على البال من وسائل. وفشلت في النهاية! واجهتها الجماهير بصدورها العارية وهي تهتف:"سلمية سلمية!" وهزمتها. أليس هذا ما حدث؟! وعندئذ استنجد النظام بقوات الجيش، متصورا أن مجرد انتشارها في الشوارع والميادين كفيل بردع الجماهير. ولم ترتدع الجماهير. أليس كذلك؟! فهل كان أمام جيشنا، بتركيبته وتاريخه، خيار آخر سوى رفض إطلاق النار على الشعب؟ هل كان بوسع جيش كجيشنا أن يطلق مدافع دباباته على الشباب الأعزل أو يهرسه تحت جنازيرها؟ هل كان من الممكن لجيش كجيشنا أن يتحمل وزر هذه الجريمة التاريخية بكل تداعياتها الكارثية؟ هذا حين ننظر للأمر من الوجهة الأخلاقية. حين ننظر إليه من الوجهة العملية سنجده مستحيلا أيضا. فالدبابات والمدرعات ليست سلاحا لفض المظاهرات. الأسلحة الفتاكة لفض المظاهرات كانت كلها بأيدي قوات الجنرال العادلي و لم تفلح في فضها! لم يكن أمام الجيش سوي أن يستخدم رشاشات طائرات الهيليوكبتر لحصد الجماهير في الشوارع كما فعل شاه إيران أثناء الثورة الإسلامية. لكن هذا، فضلا عن فشله في إنقاذ شاه إيران ونظامه، كان يحتاج إلى جيش من المرتزقة وليس إلى جيش كجيشنا المصري. وهنا لا يملك المنصف إلا أن يقول: لقد تصرف قادة جيشنا بذكاء ولم يترددوا طويلا في اتخاذ القرار الصائب- أي في الاهتداء إلى الموقف الممكن عمليا- ونحن مدينون لهم بذلك دون شك. فأن يهتدي الإنسان إلي الخيار الوحيد المتاح له فهذا شيء محمود يستحق الإشادة به وقد أشاد به شعبنا وما يزال. أما التعالي على الشعب والمن عليه بهذا الموقف فهو أمر مرفوض، وقد أثار بالفعل غضبا شديدا لدى كثير من الشباب. و أما الكلام عن ليبيا والبحرين وموقف قوات الجيش فيهما فأقل ما يقال فيه أنه بعيد عن التوفيق. في ليبيا حرب أقرب ما تكون الآن إلى حرب قبلية شديدة التعقيد يتواجه فيها طرفان مسلحان، وتتداخل فيها عناصر مرتزقة يستخدمها النظام إلى جانب القوى القبلية المناصرة له، ودعم أجنبي- غربي و"عربي"- للقوى المناوئة للقذافي، فأين هذا من الثورة السلمية في مصر؟ وفي البحرين صراع طائفي تتداخل فيه عوامل إقليمية ودولية، وجيش ينحاز لإحدى الطائفتين بحكم تركيبه وولائه للنظام المدعوم من الغرب ومن بعض القوى الإقليمية. فأين هذا أيضا من الثورة السلمية في مصر؟ هذه مجتمعات تختلف في تركيبتها السكانية عن المجتمع المصري، وجيوش تختلف تماما عن جيشنا المصري سواء من حيث انتماءاتها القبلية والطائفية وهو أمر لا نعرفه في مصر – أقدم دولة مركزية في العالم- أو من حيث تاريخ هذه الجيوش الحديثة النشأة مقارنة بجيشنا المصري. أم تراك تقبل يا سيدي اللواء أن تقارن جيشك بهذه الجيوش، وأنا لا أتكلم هنا بمنطق الاستعلاء بل بمنطق الاختلاف ؟

بقيت نقطة أخيرة وهي ما قاله السيد اللواء عن الإعلان الدستوري وما أبداه من ضيق تجاه تحفظات الدكاترة حسام عيسى وحسن نافعه و جمال زهران على هذا الإعلان، والحديث في هذه النقطة يطول. أما الغريب في موقفه فكان قوله إنه لا يحق لأحد أن يفتي في هذه الأمور سوى فقهاء القانون، ووجه الغرابه انه كان يخاطب بالفعل ثلاثة من كبار أساتذة القانون في مصر. لكن يبقى مع ذلك أن قضية الدستور جزء من الشأن العام الذي يجب أن يهتم به كل مواطن، ومن حق كل مواطن أن يقول رأيه فى هذه القضية وإنكار هذا الحق معناه نسف مبدأ " الاستفتاء " من أساسه، فالاستفتاء معناه أنك تطلب من الشعب أن " يفتي" برأيه فيما هو معروض عليه.

لا يعتقد أحد أننا بحاجة لأن نقول لقادة جيشنا، الذي نكن له أعمق الاحترام، أن التعامل مع الجماهير، ومع الشباب بصفة خاصة، يحتاج للكثير من رحابة الصدر والاستعداد للإصغاء لكل وجهات النظر وعدم الضيق بأي منها. فلا مجال هنا لـ " ضبط وربط" و لا لـ" تسلسل قيادات" و لا لطاعة عمياء. هناك حساسية شديدة لدى هذا الجيل الثائر تجاه أي شبهة لفرض الوصاية أو للعودة لأساليب الإملاء والقمع. ولا شك أن كل مصري مخلص يتطلع أن تؤدي الفترة الحالية إلى توثيق التجاوب والفهم المتبادل بين الشعب والجيش.

نريد لهذه المرحلة الانتقالية أن تؤكد شعار " الشعب والجيش إيد واحدة" الذي رفعه الشباب الثائر، وأن تجعل من هذا الشعار عقيدة تستقر في وجدان كل مصري.

٢٩ مارس ٢٠١١

بالنسبة للفتنة!!

الفتنة مش قضية الأزهر ولا الكنيسة ولا قضية الشيوخ والقساوسة ولا قضية توعية ولا قضية الإعلام والمثقفين. الفتنة قضية أمن قومي!!!!!!

والمفروض أن كل من يتعرض للأمن القومي يتم التعامل معه كمجرم يعرض أمن الوطن للخطر. والجيش اللي المفروض بيحمي مصر لو لم يتعامل بحزم في مسألة الفتنة فهو يا إما مقصر يا إما لا سمح الله متوطئ!! وسمعني أحلى سلام لأمريكا يا جدع!

تحديث: أنا عايزة أضيف كمان ان الحل مش إننا نجيب شيوخ معتدلين يطمنوا الناس ويقولوا للمسيحيين الإسلام مش كده. ولا محتاجين الكنيسة تروح تطمن الأقباط وتقول لهم المسلمين بيحبوكم واللي بيخوفوكم دول متطرفين. اللي احنا محتاجينه هو التعامل مع هؤلاء كمجرمين يعرضون الوطن وأمنه للخطر. ومن يواجه المخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي بمجالس صلح وقعدات حق عرب أو بارسال المشايخ إلى مناطق الاحتقان يرتكب جريمة الخيانة العظمى أيضا. دي مسألة مافيهاش هزار!

بالنسبة للاستفزاز!

في شوارع كتير لسه فيه اليفط الإليكترونية اللي مكتوب عليها: لا للعنف لا للتخريب. حفظ الله شباب مصر. لأ مش بس كده. دي كانت بطلت تشتغل في فترة وامبارح لقيتهم شغلوها تاني.




فاكرين اليفط دي اتحطت إمتى؟ إتحطت ومبارك موجود.. إتحطت لما مبارك اتهمنا اننا بنخرب البلد! يا ترى اليفط دي ليه لسه موجودة وشغالة؟ أنا شخصيا باحس باستفزاز شديد جدا وكأن النظام الموجود حاليا مازال بيتهمني بالعنف والتخريب. نفس الاتهامات اللي اتهموا بيها الشهداء اللي ماتوا. يعني وجود اليفط دي مش بس إهانة لينا، دي إهانة للشهداء! مش فاكرين الهتاف الشهير بتاع بلطجية الوطني وهما راكبين الحصنة والجمال قبل ما يقتلوا اخواتنا: اللي يحب مصر ما يخربش مصر! إزاي الشعارات دي اسه بتستخدم لغاية دلوقتي!؟؟


وبالنسبة لشعارات "إعادة الإعمار وإعادة البناء". هو احنا كنا في حرب وانا مش واخدة بالي؟ كنا في حرب والا عملنا ثورة المفروض انها تنهض بمصر على المدى الطويل؟ إستخدام هذه العبارات يعني ضمنيا إن الثورة هدّت واحنا لازم نعيد بقى الإعمار. ده غير انها برضه ضمنيا تعني ان مرحلة الحراك والمطالبة بالحقوق خلاص انتهت والثورة خلصت والسلامُ عليكو. بيتك بيتك عشان احنا عايزين "نعيد إعمار وبناء" مصر. ودي الرسالة اللي بتوصل للناس اللي ما شاركتش بشكل فعال في الثورة.


وماحدش يقول لي دي تفاصيل مش مهمة.. دي حاجة هايفة... مين يعني مركز.. لأ مش حاجة هايفة خالص دي حاجة مهمة جدا ورسالة مازالت بتوجه للقلة الصامتة. وأقل احترام يتعمل للشهداء اللي لسه ما خدناش حقهم لغاية النهاردة هو ان احنا نشيل عبارات الاستفزاز اللي استخدمها مبارك نفسه. ده انا كل ما باشوفها بافتكر صوته المستفز وهو بيستخدم الكلمات دي: "العنف .. الفوضى.. التخريب.. حفظ الله شباب مصر"



٢٦ مارس ٢٠١١

ريحة الخل... أول نفس حرية

عمري ما تخيلت ان انا ممكن احب ريحة الخل. ريحة الخل بتفكرني بيوم جمعة الغضب - 28 يناير. اليوم اللي شفت فيه مصر اللي كان أبويا وفؤاد حداد بيتكلموا عنها. شفت مصر قدام عيني واضحة وضوح الشمس. شفت مصر اللي عمري ما تخيلت انها موجودة أصلا...

والنهاردة لقيت نفسي رايحة المطبخ وبافتح قزازة الخل عشان اشمها وافتكر البنت المنقبة اللي اديتني خل امسح بيه وشي عشان يطغي على ريحة الغاز المسيل للدموع.. وعشان افتكر الشباب اللي ماعرفهمش اللي أول ما الضرب بدأ يزيد عند كوبري الجلاء ما كانوش بيعملوا أي حاجة غير انهم يحموا البنات اللي حواليهم وعشان افتكر منظر نفس الشباب دول وهما بيزعقوا لواحد قرر يطلع فوق عمود نور ع الكوبري ويكسّره. اتلموا عليه ونزلوه من ع العمود وقالوا له: العمود ده اتبنى بفلوسك يا غبي! افتكرت لما لقيت هتاف عجبني وقررت اردده: "لا برادعي ولا إخوان، إحنا شباب مصر الجدعان." ولقيت الشباب مرة واحدة اتلموا عليَّ وقالولي بلاش الهتاف ده.. احنا كلنا هنا لنفس الهدف.. بلاش هتافات تفرق الناس. احترمتهم جدا واعتذرت وهتفت بعلو حسي: الشعب يريد إسقاط النظام!

إفتكرت كمان لما كنا عايزين نكلم أهلنا ونطمنهم علينا عشان الموبايلات كانت مقطوعة ولقينا محل ورد عملنا منه مكالمات كتير والراجل رفض ياخد فلوس وقال لنا: "مش انتوا جايين م المظاهرات؟ ربنا يبارك لكم.. دي أقل حاجة الواحد يعملها".

وافتكرت الأصدقاء الجدد اللي ربنا بعتهم لي من حيث لا أدري: أحمد مهنا، الشاب الهادئ اللطيف اللي لا ليه في مظاهرات ولا عمل سياسي واكتشف بعد جمعة الغضب بكام يوم انه عنده شظايا رصاص حي جنب عينه وفي رقبته وظهره، (كان فاكر الوجع والورم أثر رصاص مطاطي وبعدين عمل آشعة بينت انها شظايا حديدية) بقينا صحاب وجه سجل معانا بروفة غنوة راجعين. وافتكرت شعوري أول ما سمعت كلمات الغنوة من أمين حداد وضربة حازم على العود وكإنه بيضرب سور كبير حنهدّه بالمزيكا!

افتكرت كمان إحساسي لما عمرو اتصل بيَّ وهو بايت في الميدان في الليلة اللي بعد غزوة الجمل وقالي: أنا قضيت الليلة باسمع أغاني عمو صلاح (صلاح وجاهين) وفؤاد حداد في إذاعة الميدان.. كإنهم كانوا بايتين معانا.

وافتكرت شباب الاخوان اللي كانوا قاعدين بيغنوا معانا في الميدان وواحد منهم جالي بعد ما نزلنا من ع المسرح وقال لي: انتوا نزلتوا ليه؟ إنتوا مكانكم هنا (مشاورا على المسرح)

وافتكرت كمان مظاهرات تأييد مبارك اللي دوشتنا طول الليل وكنت كل شوية أصحى قلبي مقبوض على أصوات بتهتف بغِل: "اللي يحب مصر ما يخربش مصر" و"الشعب يريد مبارك رئيس".... أبص م الشباك ألاقيهم 50 واحد واخدين شارع جامعة الدول رايح جاي....

وافتكرت فاطمة بنتي واحنا راجعين م الحضانة لما شافت صورة الشهيد "مصطفى الصاوي" اللي متعلقة في الحوتية وسألتني "مين ده" وقلتلها وانا الدموع في حلقي "ده ولد حلو عشان كان فيه ناس وحشين بيعملوا حاجات غلط فنزل في الشارع عشان يقول لهم انتو وحشين". فمرة تانية واحنا راجعين لما شافت الصورة قالتلي "الولد الحلو أهه يا ماما اللي كان بيقول: عيش، كرامة، حرية."

وافتكرت أول جمعة مليونية بعد القداس والصلاة لما الإذاعة شغلت "بلادي بلادي" وبعديها "المصريين أهما" وبعديها "صورة صورة". حسيت ان بابا وافق في وسط الناس بيغني.

أشكرك يا قزازة الخل. والنبي لو ما كانت الناس تضحك عليَّ لكنت احط بارفان خل كل يوم عشان افضل فاكرة.

٢٢ مارس ٢٠١١

تطهير الإعلام!

لو عايزين نوصل للناس لازم نطهر أول وأهم وسيلة للعب في عقولهم وتضليلهم: الإعلام!! أرجوكم النشر

من المقال: وكانت اعتراضات موظفى التليفزيون مستمرة منذ أيام داخل المبنى لكنهم قرروا الخروج والاعتصام أمام المبنى بعد اعتداءات أمن التليفزيون بقيادة اللواء نبيل الطبلاوى على المعتصمين, تسبب فى زيادة حالة التذمر داخل المبنى, وجاء قرار نقل الاعتصام إلى خارج المبنى بعد أن قام الأمن صباح اليوم بمنع مديحة الدسوقى موظفة قطاع الأخبار من الدخول للمبنى بمجموعة من اللافتات التى تحمل مطالب المعتصمين.

وقد قرر المخرج خالد يوسف والممثل خالد الصاوى الانضمام لاعتصامات ماسبيرو التى ستبدأ ظهر غد الثلاثاء.

١٨ مارس ٢٠١١

أنا مش خايفة م الإخوان ولا باحب منى زكي!

أنا رايحة الاستفتاء يوم السبت عشان أقول لأ. أنا مش حاقول لأ عشان خايفة م الإخوان أو عشان مصدقة ساويرس - اللي باعنا على أول ناصية لما قرر هو ومجلس "الحكماء" يروحوا يتاوضوا مع سليمان- ولا عشان باحب عمرو خالد أو منى زكي. أنا رايحة أقول لأ للأسباب الآتية:

1) ان احنا من الأول خالص بنقول: الشعب يريد إسقاط النظام. وإسقط النظام يعني النظام بدستوره .. مش النظام يمشي ويسيبلنا مسمار جحا
2) علشان أثناء الاعتصام وخصوصا في الكام يوم اللي قبل سقوط حكومة شفيق كنا بنهتف في الميدان: "الدستور نكتبه بإيدينا وماحدش حيملّي علينا" ... "يا دستور يا دستور خلي بلدنا تشوف النور".

3) الثوار ... الناس اللي انا اعرفهم وقعدت في وسطيهم في الميدان بيقولوا لأ وبيطالبوا من زمان بدستور جديد ورافضين فكرة تعديل الدستور

4) ائتلاف شباب الثورة أعلن رفضه للتعديلات

5) ما باحبش عد يسربعني وياخدني في دوكة. أنا آخد وقتي وافهم براحتي وبعدين أقرر أوافق ولا لأ

6) مواد الدستور متناقضة مع بعضها وحة انه دستور مؤقت حجة واهية. طيب لما هو مؤقت ا تعملوا إعلان دستوري وتريحونا بدل ما نعمل ستين استفتاء ونكلف البلد ونوقع الناس في بعضيها. كان إيه لزمته؟

7) ما اقدرش أقف مع الوطني في نفس الصف مهما كانت المكاسب (ده لو افترضنا ان فعلا فيه مكاسب من الموافقة على التعديلات)

8) إحنا مش أقل من تونس. تونس حتنتخب لجنة تحط دستور جديد... إشمعنى احنا يلخبطونا ويقولولنا نعدل الأول وبعدين ننتخب وبعدين نعل دستور جديد؟ إيه العك ده؟

9)عشان مافيش ثورة ناجحة في العالم أسقطت نظام وأبقت دستوره
10) عشان على رأي سعاد حسني "أجمل درس اتعلمناه.. إن كلمة أيوة جميلة بس الأجمل: كلمة لااااااااااااااااا"

١٦ مارس ٢٠١١

دستور بابا وماما وأنور وجدي!!

‫الرئيس هو رئيس الدولة فى المادة 73
و رئيس السلطة التنفيذية فى المادة 137
و المجلس الأعلى للهيئات القضائية فى المادة 173
و قائد القوات المسلحة فى المادة 150
و رئيس هيئة الشرطة فى المادة 184
و رئيس مجلس الدفاع الوطني فى المادة 182
و رئيس مجلس الوزراء إذا حضر اجتماعاته فى المادة 142
و له سلطة حل مجلس الشعب فى المادة 136
و الشورى فى المادة 204
وهو بابا وماما وانور وجدي بناء على استفتاء 19 مارس
وهو طويل العمر يطول عمره وينصره على من يعاديه فى مادة هاى هى
سؤال والجواب أمانة : أحنا حننتخب رئيس بالدستور القديم المعدل ولا السلطان سليم الأول؟؟؟

منقول

١٤ مارس ٢٠١١

الناس اللي لسه عندها حيرة في موضوع الدستور يا ريت تقرا المقال ده كويس

أحمد عبد العليم يكتب:

لا لترقيع دستور 1971

(1)

سيناريو "ودنك منيـــــــن ياجـــــحا؟!" ولماذا يجب أن يكون انتخــاب «جمعيــة تأسيسـية» لوضع دستور جديد هو الخطوة الأولى في بناء نظامنــا السياسي الجديد؟

ينعقد الآن، في صفوف القوى التي خاضت ثورة 25 يناير المجيدة، ما يشبه الإجماع على ضرورة وضع دستور جديد لبلادنا، سواء كان ذلك الموقف نابعا عن اقتناع بأن الثورة قد أطاحت بشرعية نظام الحكم السابق و بأن ثمة «شرعية ثورية» جديدة قد وُلدت و لابد لها أن تتجسد في دستور ونظام سياسي جديدين يعبران عنها؛ أو كان راجعاً إلى مجرد رفض لترقيع دستورٍ 1971 الذي فصّله "ترزية" القوانين على مقاس النظام الاستبدادي البائد، واستمروا في “تقييفه" بما يخدم مصالح ذلك النظام مرحلة بعد أخرى بحيث أصبحت أحكامه، في مضمونها العام، موضع رفض واستهجان من قوى التجديد والنهضة في مجتمع ما بعد الخامس والعشرين من يناير 2011.

في هذا السياق، تشهد الساحة السياسية الآن جدلاً متزايد الاتساع حول الدستور الذي نريده، وهو جدل يكتنفه فيما أرى قدر غير قليل من الحيرة (لا أريد أن أضيف: و التخبط أحيانا)، فهذا موقف جديد تماما علينا جميعا على اختلاف الأجيال والاتجاهات الفكرية والسياسية التي ننتمي إليها. ومن هنا كانت كثرة الرؤى والاجتهادات المطروحة و كثرة الأسئلة التي لم نتفق بعد على إجابات واضحة عليها. من هذه الأسئلة مثلا:

ما هي الخطوات المطلوبة لبناء نظامنا السياسي الجديد؟ وما هو الترتيب المناسب، أو التسلسل المنطقي، لها بحيث تفضي كل خطوة منها إلى الخطوة التالية لها بسلاسة ودون أهدار للجهد والوقت؟

ما هو ترتيب عملية وضع الدستور في تسلسل هذه الخطوات؟

من الذي يضع هذا الدستور؟ هل تضعه لجنة معينة ومن الذي يعينها؟، أم تضعه جمعية تأسيسية منتخبه (أو مجلس تأسيسي

منتخب، فلا فارق بين التسميتين فكل منهما ترجمة لـ

Assemblée constituante

)

وهل تُنتخب هذه الجمعية انتخابا مباشرا، أي بالاقتراع العام المباشر، أم تأتي بالانتخاب غير المباشر أي ينتخبها أعضاء البرلمان (مجلس الشعب، أو مجلس الشعب والشورى إذا بقي مجلس الشورى في نظامنا السياسي الجديد)؟

هل نأخذ في هذا الدستور بـ «النظام البرلماني»، وهو نظام يكون فيه البرلمان مركز الثقل في النظام السياسي فتنبثق منه السلطة التنفيذية، أي الحكومة، وتكون الحكومة مسئولة أمامه بحيث يستطيع البرلمان أن يقصيها عن الحكم بحجب الثقة عنها ؛ أم نأخذ بـ «النظام الرئاسي» الذي تنفصل فيه السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية فلا يكون رأس السلطة التنفيذية، أي رئيس الجمهورية، مسئولا أمام البرلمان، ولا يحق له حل البرلمان كما لا يحق للبرلمان عزله؟

هل يكون برلماننا الجديد من مجلسين ( مجلس شعب ومجلس شورى إذا أخذنا بالتسميات الحالية) أم من مجلس واحد؟

هل يكون انتخاب رئيس الجمهورية، إذا ما أخذنا بالنظام « البرلماني»، بالاقتراع العام المباشر أم يقوم البرلمان بانتخابه كما يحدث في كثير من الدول التي تأخذ بالنظام البرلماني؟

من البديهي أن يكون حسم هذه المسائل مدخلا ضروريا للشروع في أية عملية لبناء نظام سياسي جديد، وهو ما يعني بالضرورة أن تكون نقطة البداية هي وضع الدستور الجديد، وأن يكون كل ما يسبق هذه البداية، في مرحلتنا الراهنة، هو مجرد وضع مؤقت. فمن العبث أن نبدأ بإجراء انتخابات رئاسية ونحن لا نعرف ما هي سلطات الرئيس الذي سننتخبه، ومن المجافي للعقل أن ننتخب مجلسا نيابيا جديدا لا نعرف وظائفه و حقوقه ومكانه في النظام السياسي الذي نريد بناءه.

هذا، في تقديري، ما يدور في أذهان غالبية المطالبين بوضع دستور جديد.

هنا قد يقول قائل: ولم لا نعتبر دستور 1971، أي دستور النظام البائد الذي عطل المجلس الأعلى للقوات المسلحة العمل به، دستورا مؤقتا نُجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية على أساسه، بعد الاستفتاء على التعديلات التي أدخلت عليه، ثم نقوم بعد ذلك بانتخاب جمعية تأسيسية، أو تشكيل لجنة، لوضع دستور جديد؟

وهذا هو، في واقع الأمر، السيناريو الذي يوحي به قرار إجراء استفتاء عام في 19 مارس الحالي على التعديلات الدستورية التي توصلت إليها اللجنة المعينة من قِبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو سيناريو تتمثل خطواته فيما يلي:

الخطوة الأولى: إجراء الاستفتاء على التعديلات

الخطوة الثانية: في حالة الموافقة على التعديلات يعود العمل بدستور 1971 بعد انتهاء الفترة الانتقالية الحالية (أي الفترة التي يمارس فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلطات رئيس الجمهورية)

الخطوتان الثالثة والرابعة: إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ظل أحكام دستور 1971 (المعدل) وإن كان الرأي لم يستقر بعد على البدء بالرئاسية أم بالبرلمانية

الخطوة الخامسة: يمكن التفكير عندئذ في وضع دستور جديد، وقيام مجلس الشعب بتشكيل لجنة لصياغة هذا الدستور في خلال ستة أشهر.

الغريب أن هذا السيناريو، رغم كل ما ينطوي عليه من إهدار للوقت والجهد، يجري الترويج له بدعوى "كسب الوقت"، بذريعة أن وضع دستور جديد عملية تستغرق وقتا تظل البلاد أثنائه بلا مؤسسات تشريعية وتنفيذية منتخبة. لكن كثيرا من المروجين لهذا الرأي، وأقصد بالتحديد من يقومون بالدعوة له بحسن نية وعن رغبة صادقة في خدمة الوطن، لا يدركون في الغالب المخاطر الرهيبة التي ينطوي عليها هذا السيناريو.

أول هذه المخاطر أن الرئيس المنتخب ستكون له في هذه الحالة نفس السلطات التي كان يتمتع بها الرئيس في النظام البائد، فالتعديلات التي أقرتها لجنة تعديل الدستور لم تمس من قريب أو من بعيد هذه السلطات الواسعة التي لا تقف عند جعل رئيس الجمهورية غير مسئول أمام البرلمان (كما هو الحال في نظام الجمهورية الرئاسية) بل تعطيه أيضا، بمقتضى المادة 136،الحق في حل البرلمان وهو حق لا تعطيه الأنظمة الرئاسية لرئيس السلطة التنفيذية حيث يقوم هذا النظام، كما رأينا، على استقلال كل من السلطتين التشريعية والتنفيذية عن الأخرى. وهذا فضلا عن المادة 74 التي تجيز لرئيس الجمهورية عدم الالتزام بأحكام الدستور إذ تبيح له أن يتخذ ما يشاء من إجراءات دون الرجوع إلى مجلسي الشعب والشورى ”إذا قام خطر حال وجسيم يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستوري“، وواضح من نص هذه المادة أن تقرير وجود مثل هذا الخطر ”الحال والجسيم“ متروك لرئيس الجمهورية وحده، حيث لا تذكر المادة جهة أخرى تبت في هذا الأمر أو حتى تشارك الرئيس في البت فيه، فكل ما تطلبه من رئيس الجمهورية هو أن يقوم عندئذ بـ ”أخذ رأي رئيس مجلس الوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى “ لكن ليس في المادة ما يشير إلى أن رأي هؤلاء ملزم له، ولا يزيد المطلوب من الرئيس في هذه الحالة عن ”إجراء استفتاء على ما اتخذه من إجراءات خلال ستين يوما من اتخاذها“ وهي مهلة كافية تعطي للرئيس الفرصة لفرض ما يريده ووضع الشعب أمام الأمر الواقع.. ودون دخول في مزيد من تفاصيل السلطات غير المحدودة التي يمنحها دستور 1971 لرئيس الجمهورية.. والتي جعلت من رئيس الجمهورية محورا لكل النظام السياسي المصري، وأجهزت على أية سلطة حقيقية للبرلمان في مواجهة الرئيس وسياساته، وقضت بالتالي على إمكانية قيام حياة سياسية تعددية وأحزاب تملك مقومات الحياة والعمل بمعزل عن السلطة التنفيذية، علينا أن نلاحظ أن هذا الدستور يجعل أيضا من رئيس الجمهورية قائدا أعلى للقوات المسلحة ورئيسا للمجلس الأعلى للقضاء.

خلاصة الكلام أن سلطات الرئيس بمقتضى ذلك الدستور سلطات ديكتاتورية.. تعطي لرئيس الجمهورية كل الحصانات الممكنة في مواجهة البرلمان، الذي يفترض فيه أنه ممثل للشعب، بينما لا تعطي البرلمان أية حصانة في مواجهة الرئيس.

ما أدرانا، إذن، أن الرئيس الذي سننتخبه، والذي سيتمتع بداهة بالسلطات الفضفاضة التي يمنحها له دستور1971، لن يستغل هذه السلطات لفرض مسار معين لعملية بناء النظام السياسي الجديد، وعندئذ ستكون تصرفاته لا غبار عليها من الوجهة الدستورية، وربما وجد أيضا من "المطبلاتية" وحملة المباخر والدفوف من يدافع عن تصرفاته و يحاول أن يزينها في عيون الشعب؟

هل سنقول للرئيس المنتخب عندئذ: "من فضلك يا فخامة الرئيس لا تمارس السلطات التي يكفلها لك الدستور الذي انتخبناك على أساسه"؟!

حذار أن يتوهم أحد أن هذا الخطر بعيد الاحتمال. فقوى الثورة المضادة، بكل ما لديها من فلول لا تزال قابعة في كثير من مؤسسات السلطة و أجهزة الإعلام، وبكل ما تملكه من أموال طائلة وما يمكن أن تحظى به من تأييد من القوى الخارجية المناوئة لقيام نظام وطني في مصر، وبكل ما ينخرط داخل صفوفها من "رجال أعمال" استمرءوا الفساد ونهب المال العام وتغلغلوا في قمة السلطة تحت جناح الحكم الديكتاتوري، وبكل الجيش الجرار من البلطجية والمرتزقة الذي يستطيع هؤلاء شراءه؛ هذه القوى تتأهب الآن لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتصفية كل ما حققته ثورة 25 يناير، بينما لم تستطع قوى الثورة الفتية – وبالذات التي لا تنتمي للأطر السياسية التقليدية - أن تبني لنفسها حتى الآن هياكل تنظيمية عميقة الجذور بين الجماهير وأن تتوصل إلى برامج تحدد رؤى واضحة للمستقبل وتحتشد وراءها قوى الشعب. ولا شك أن نجاح مرشح لقوى الثورة المضادة في الانتخابات الرئاسية المقبلة يفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات العودة للنظام الديكتاتوري.

هذا هو الخطر الرهيب الذي من الممكن جدا أن نتعرض له فيما لو أيدت غالبية الناخبين، في استفتاء 19 مارس، التعديلات الدستورية و قرر المجلس العسكري الحاكم، بناء على ذلك، إعادة العمل بدستور 1971 بعد إدخال هذه التعديلات عليه.

على أن المشكلات التي سنواجهها عندئذ لن تقف، في تقديري، عند المخاطر التي تنطوي عليها هذه السلطات الديكتاتورية التي يمنحها دستور 1971 لرئيس الجمهورية.

يكفي لكي ندرك جانبا من المأزق الذي سنواجهه عندئذ أن نحاول تصور ما يمكن أن يحدث لو أننا أقدمنا، بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية، على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفقا لأحكام دستور 1971، ثم قمنا بعد بضعة شهور أخرى بتشكيل أو انتخاب لجنة أو جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد، وأنجزت هذه اللجنة، أو هذه الجمعية، مهمتها، وجاء هذا الدستور الجديد ليأخذ بنظام الجمهورية البرلمانية وهو أمر غير مستبعد حيث يميل إلى ذلك الآن كثير من أصحاب الرأي وفقهاء القانون. ماذا سنفعل عندئذ؟ هل سنقوم، بعد إقرار هذا الدستور الجديد، بإعفاء رئيس الجمهورية الذي انتخبناه على أساس النظام الرئاسي المتطرف الذي أخذ به دستور 1971، قائلين له "متشكرين يا فخامة الرئيس على الشوية دول!"، ونجري انتخابات رئاسية جديدة؟! سؤال آخر:هل سنقوم عندئذ بحل مجلسي الشعب والشورى المنتخبين على أساس دستور 1971 ونجري انتخابات برلمانية جديدة حيث تختلف وظيفة البرلمان في النظام الرئاسي اختلافا جوهريا عنها في النظام البرلماني؟! أو دعنا نفترض أن الدستور الجديد قرر أن يكون البرلمان من مجلس واحد وليس من مجلسين، وهو اتجاه يلقى قبولا واسعا من الرأي العام الآن، هل سنقوم عندئذ بتسريح أعضاء مجلس الشورى ؟! وماذا يمكن أن يحدث لو قرر الدستور الجديد، في حالة الأخذ بنظام الجمهورية البرلمانية، ألاّ يكون انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع العام المباشر بل يقوم البرلمان بانتخابه كما يحدث في كثير من الدول التي تأخذ بنظام الجمهورية البرلمانية؟

هذا جانب من المشاكل التي سنواجهها فيما لو أخذنا بالسيناريو الذي يمكن أن نسميه "سيناريو ودنك منين يا جحا" فبدأنا بالانتخابات البرلمانية أو الرئاسية قبل وضع دستور جديد. سنجد أنفسنا دون أية مبالغة أمام كوميديا سوداء، بكل معنى الكلمة: إهدار للوقت والجهد وحيرة و"لخبطة" بلا حدود.. بكل ما قد يثيره هذا من إحباط وخيبة أمل لدى شبابنا المتطلع الآن، بعد كل التضحيات التي قدمها ثمنا للإطاحة بالنظام الديكتاتوري البائد، إلى حياة ديموقراطية جديدة تكفل له وللمواطنين جميعا مشاركة حقيقية في تقرير مصير الوطن وفي صنع مستقبله.

البديهي إذن أن تأتي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد الانتهاء من وضع الدستور الجديد والاستفتاء عليه.

هذا ما يجب أن يكون واضحا في أذهاننا جميعا قبل أن نصوّت بـ"نعم" أو"لا" على التعديلات الدستورية المطروحة. يجب أن نرفض هذه التعديلات، لا لأنها حسنة أو رديئة في ذاتها، ولكن لأن الموافقة عليها تعني الموافقة على ترقيع دستور النظام الذي أسقطه الشعب و العودة إلى العمل بذلك الدستور الديكتاتوري بكل ما تنطوي عليه هذه العودة من أخطار على الديموقراطية وعلى ما حققته ثورتنا بفضل ما قدمته الملايين الثائرة من شهداء وتضحيات فادحة.

لا لخيانة دم شهدائنا.. لا لإهدار تضحيات شعبنا في ثورة 25 يناير

شعارنا الواضح يجب أن يكون منذ الآن :

لا لترقيع دستور 1971..الشعب يرفض دستور النظام البائد ويطالب بدستور جديد.

للحديث بقية..

١٢ مارس ٢٠١١

راجعين! اسكندريللا

فرقة اسكندريلا فى اول أغانيها المصورة، تغنى احتفالا بثورة يناير وسط جمهورها الحقيقى فى محطة عبد المنعم رياض مبشرة بغد يحمل العدل و الحرية للجميع.
أشعار: أمين حداد
ألحان: حازم شاهين.

ملحوظة: الإنترو رؤية المخرج.. موضوع "ثورة الشباب" ده مش سكتنا خالص :)

كمان ملحوظة: القصيدة كتبها أمين حداد يوم الخميس 27 يناير وتم تلحينها وتسجيلها على فترات متقطعة أثناء الاعتصام.

وكمان ملحوظة :) الغنوة "هاي ريزولوشن فاستنوا عليها شوية لغاية ما تتحمل وبعدين اتفرجوا.