٣٠ مايو ٢٠٠٦

فرح يخلي الحزن يتّاخر

بدل ما أعِد الخرفان امبارح عشان أنام قعدت أعد في الحاجات اللي بتفرحني. أحلى حاجة في الموضوع هي إني فرحت فعلا ... مع إني بقالي فترة المشاكل والإحباطات مسيطرة على تفكيري. أشكرك يا محمد على إنك دبستني في التفكير في أشياء مفرحة، وربما كان هذا أفضل علاج للحالة اللي أنا فيها. الواحد فعلا ما كانش واخد باله ان فيه حاجات كتير قوي كده بتفرّح. أكيد مش ح اقدر أقولها كلها..

منها مثلا اني أكون في سيرة صديقة عزيزة جدا مسافرة بعيد وواحشاني وألاقي التليفون بيرن زي ما حصل امبارح

ومنها اني أكون متأكدة إن مهما يحصل طول النهار وأياً كان مسار اليوم وأيا كانت الإحباطات اللي بقابلها، فيه لحظة أمان وسعادة خالصة حتيجي في آخر اليوم لما باحط راسي على صدره وأنام

بيفرحني كمان يوم الجمعة بكل تفاصيله: شوارع القاهرة الهادية، مشوار كوبري 6 أكتوبر من المهندسين لمدينة نصر لتناول وجبة حنان دافئة عند حماتي، عيون عمي أحمد المرحبة دائماً وابتسامته الشقية.. والأبوة اللي لقيتها فيه، فنجان القهوة بعد الظهر مع فاكهة الموسم..

بيفرحني منظر الصينية عليها كبايات شاي كتير عند الحاجة ذكية وكل حبايبي قاعدين حواليّ وولادهم قالبين البيت حديقة أطفال .. وبناتهم اللي كبروا شوية ولابسين توكة لون الفستان وبيغنوا "قلبي بيزغزغ روحه بروحه .. علشان يمسح منه التكشيرة" .. وولادهم اللي كبروا أكتر وبيكتبوا شعر بيوجع

بيفرحني كيس الفشار في السينما

بيفرحني حضن أخويا وصوته

بتفرحني قصيدة جديدة كتبها أمين

بافرح لما اسمع ضحكة أمينة وصوتها لما تغني، ولما اتكلم تفهمني من غير ما اشرح.. ولما اسكت ما تمشيش وتفضل جنبي لحد ما كل شيء يتصلّح

بيفرحني شغلي لما اعمله صح

بتفرحني الأجازة... وبيفرحني السمك، نَيّ أو مطبوخ!

بتفرحني حكايات عمتي

بافرح لما الوجع يطلع في قصة جديدة، أكتبها وتطلع حلوة فأفرح وأنسى الوجع..
بيفرحني شعر فؤاد حداد

بافرح لما صحابنا يجولنا البيت والوقت يجري كأنه ثواني

بتفرحني سهرة مع ناس ما اعرفهمش وتخلص واحنا صحاب

بتفرحني هلِّة سلمى ودخلة حاتم علينا قائلا "بونجور!"

بتفرحني
رحاب لما بتبقى قريّبة

وبتفرحني نجلا من يوم ما بقينا صحاب... لما كنا في المصيف وخرجنا خلسة نشرب سيجارة وتوهنا ساعتين لغاية ما لقينا البيت. بتفرحني كل ما اشوفها

بافرح لما يقولولي اني في شبه من منال

وبافرح بحفلة اسكندريللا و باليه كسارة البندق

بافرح بالرقص عموما..

بيفرحني صوت ام كلثوم يفاجئني وانا ماشية في شوارع مدن عربية زي بيروت وعمان وفاس

بيفرحني الشجر اللي في شارع سليمان أباظة

بتفرحني سعادة أمي

بافرح لما عمرو يقرالي شعر ويسمعني مزيكا ويغنيلي أغاني ما اعرفهاش

بافرح لما افتِكِرنا واحنا بنرقص في الشارع في نص الليل

أو بنغني في العربية بصوت عالي

بافرح بصورة فرحنا واحنا باصين لبعض

وبصورة ولادنا في خيالي...

أنا ما باحبش أدبس حد في حاجة.. بس بصراحة أنا استمتعت بتذكر الحاجات دي وأحب كل الناس اللي باحبهم يعيشوا هذه التجربة. خصوصاً عمرو وعبد الحق ورحاب وحسين وعمر وهبة.. وناس تانية كتير بس مش عايزة "أدبس" الناس في حاجة لو مش عايزين يعملوها. براحتكم يعني! :)
_______________
تحديث: نسيت حاجة تانية مهمة جداً بتفرحني: تقاطيع عبد السلام النابلسي ياختي عليه وعلى جماله!