١٠ ديسمبر ٢٠٠٦

فن المبالغة... لا يبالغ

علمتني أن جسدي -إذا سمحت له بذلك- قادر على ترجمة أصعب المشاعر وحكي أعقد الحكايات دون النطق بأكثر من كلمة أو اثنين. علمتني كيف أنصت للحركة !
يبدو الأمر سهلاً في بداية الأمر... فقط راقب حركات يدها وتعبيرات وجهها. في بعض الأحيان، ستعطي لخيالك مساحة كافية لترجمة حركاتها كيفما شئت، وفي أحيان أخرى ستجدها تعبر بإصرار ومثابرة، وكأنها تصرخ في وجهك لكي تفهم! فتفرض عليك ما يمليه عليها جسدها بالضبط. ستجد صعوبة في تحديد ما إذا كان العقل هو الذي يحكي الحكاية ويتحكم فيها أم الجسد... وعندما تتدخل الموسيقى والمؤثرات الصوتية، يصبح هذا الجسد –لأنها تطيعه وتسمح له بذلك- عجينة لينة تحركها الأصوات الخارجية كيفما شاءت. تدفعها بعنف تارة، وتراقصها كسنابل القمح تارة. ربما لهذا السبب، انتابتني نوبة هستيرية من الضحك عندما جاء صوت غريب واستجاب له الجسد بتناغم مبالغ فيه! ضحكت لأنه لا حول له ولا قوة – نغمة تجيبه يمين ودقة طبلة تجيبه شمال! وربما لنفس السبب دمعت عيناي عندما شاهدته للمرة الثانية، ففي لحظة ما، غير متوقعة بالمرة، تحول هذا الكائن المضحك ذو القناع الأبيض والتعبيرات المبالغ فيها، إلى إنسان مثلي ومثلك، مستضعف مغلوب على أمره، يتحكم فيه العالم الخارجي رغماً عنه.. وهنا عدت للضحك! ضحكت منه وعليه بمرارة تشوبها ألفة مقلقة... نخاف دائماً ممن يشبهوننا، وكأن مصيرنا في أيديهم...

"سكويك" يا صديقي، كيف أنصحك بألا تكتم الألم وأنت سيد التعبير؟ كيف أسألك عن هويتك وأنت تتحدث لغة الجميع؟ وكيف أحدثك أنا عن القوة والصمود وأنت من حافظت على عفويتك وطفولتك وصفائك في ظل كل هذه الحروب؟
"سكويك" يا ضمير لا محل له – حسب تعبيرك – ، كلنا منك.. بس انت أشطر علشان بتعرف تعبّر.
__________
* إقرأ المزيد عن "سكويك" هنا وهنا

هناك ١٠ تعليقات:

karakib يقول...

سمعت في أحد التدريبات في نشاط أنه لغة الجسد تعبر عن 70% من ما يريد الأنسان قوله ... و ما يعبر عنه الكلام هو فقط ال30% الباقون ...
انتوك

باسم شرف يقول...

ازيك سامية
لغة الجسد توزاي الكلمة علي المسرح
اما ما تصنعه الفنانة خلود ناصر فهو لغة حقيقية لجسد حقيقي يعادل عالم عبثي وهو غير حقيقي ونكتشف اننا نعيش غير الحقيقي
لقد عرفتها وعرفت منهج العمل عندما كنا ندرس في تونس وعملت معها في عرض

برافو خلووووود

M. El-Hajj يقول...

:(

يا للأسف يا سكويك ملحقتكش

:'(

أُكتب بالرصاص يقول...

يا سامية


ما تحاولي ترفعي لنا الحاجات دي على النت علشان علشان نشوفها

غير معرف يقول...

ألف تحيّة و شكر يا سمسومة. كتير بيعنيلي أقرا كلمة مُشاهد (لا ناقد) إذ نادرًا ما يحصل أن نقرأ تجربة المُشاهد الخاصّة و نتعرّف الى انطباعاته و من خلال مخزونه الشخصي و الفردي، فكيف إذا كان هذا الكاتب هو حبيب قلب سكويك و ذات إحساس فنّي مرهف؟

عبّوطة كبيرة
(a big huggy)

خلود :-)

غير معرف يقول...

شكرًا يا باسم، و إنت فنان واعد تشرفني صداقتنا.

نحن بانتظار كتبك المثيرة للاهتمام بحداثتها و كسرها لكل تقليد.

Carol يقول...

نا عاشقة لغة الجسد
فهي اكثر مصداقية من الكلام
============================
"سكويك" يا صديقي، كيف أنصحك بألا تكتم الألم وأنت سيد التعبير؟ كيف أسألك عن هويتك وأنت تتحدث لغة الجميع؟ وكيف أحدثك أنا عن القوة والصمود وأنت من حافظت على عفويتك وطفولتك وصفائك في ظل كل هذه الحروب؟

==================================
أما عن سكويك بيفكرني بحاجة كتبتها زمان هي عن البلياتشو

عايش بلياتشو في مسرح مفتوح... خايف من حزنه الضحك يروح
بخطوط ألوان على وشه تبان بيداري الخوف لا رحته تفوح
أنت يا فنان بتداوي جراح؟.... ممنوع عليك إنك ترتاح؟
أصلك بلياتشو مسرح مفتوح
عايش و كأنك الضحك في دمك و أهم حاجة حلاوة الروح
الدمع يحوشك خايف لا وشوشك ألوانها تبهت و تروح
مافيش ألم و زعل و صراخ ... غير الضحك مش مسموح
أصلك بلياتشو مسرح مفتوح
عكس السير ماشي تخبط ... و في روحك بتلملم و تربط
و غيرك يشوفك بتصوت يضحك من شكلك الملووح
.سلامتك يا صاحبي أنا حاسس بيك وحاسس بقلبك المجروح
غير دورك يوم.... و أحكي الهموم حتشوف ضحكه بجد في كل الكون
و أنسى شوية أنك بلياتشو مسرح مفتوح

==================================
تحياتي

surrealism يقول...

دائما نخاف مما يشبهنا لأننا دائما ما نحاول الهروب من انفسنا...جميل ما كتبت

سامية جاهين يقول...

karakib:
وعلى رأي الغنوة"ما تستعجبشي ما تستغربشي"

زنجي: ذنبك على جنبك!

أكتب بالرصاص: والله يا فندم أنا أصلي ثور الله في برسيمه في الحاجات دي، ولسه من آخر مرة طلبت تسمع فيها حاجة من أمسية فؤاد حداد وانا بازنّ على زوجي العزيز إنه يرفعلنا جزء منها (هو مشغول شوية، لكن ما تقلقش مش ح ابطل زن!هههي)
أما بالنسبة ل"سكويك" فده بالذات ما ينفعش يتشاف إلا لايف وإلا كاملاً لإن المشاهد كلها مرتبطة ببعضها ومرتبطة كمان بالصوت والإضاءة وتفاعل الجمهور.

يا خلّودة: سكويك فتن لي إنه عايز يعمل عرض في القاهرة، حتى اسأليه كده! :)) بس إدعي نعرف نلاقيله المكان المناسب

باسم وكارول: منوّرين
عايزين نشوفك قريب يا باسم ما تختفيش!

surrealism:
أشكرك يا فندم وأهلا وسهلا
:)

غير معرف يقول...

Hello
I am looking for the Om-Kolthum sang with the name:اصبح عندی الآن بندقیه
Do you know how can I find this sang? If you know please contact me by my e-mail: detekhosari@yahoo.com

Thanks