رداً على ما يدّعيه بعض ’المثقفين‘ اللبنانيين والعرب من تآكل للشعبية التي حققتها المقاومة اللبنانية -وعلى رأسها السيد حسن نصر الله- في الشارع العربي مؤخراً، بسبب دخولها بقوة إلى ساحة الصراع السياسي اللبناني، كتبت الأديبة الدكتورة رضوى عاشور
المقال التالي في العدد السابق من جريدة الكرامة (المصرية) بتاريخ 12/12/2006:
ملحوظة: كتب هذا المقال قبل الحشد الكبير يوم الأحد الماضي.
كمان ملحوظة: يسلم فمك يا دكتورة رضوى!
المقال التالي في العدد السابق من جريدة الكرامة (المصرية) بتاريخ 12/12/2006:
ملحوظة: كتب هذا المقال قبل الحشد الكبير يوم الأحد الماضي.
كمان ملحوظة: يسلم فمك يا دكتورة رضوى!
يكبر الرمز يصير بطول البلاد وعرضها
د. رضوى عاشور
لحزب الله مكانة كبيرة في قلبي.. وللسيد حسن نصر الله قيمة راسخة يعززها يوماً بعد يوم أداؤه وأداء حزبه. أعرف أنني لا أنفرد بهذا الرأي، بل يشاركني فيه ملايين العرب وقد قدم لهم هذا الزعيم نموذجاً مبهراً في قيادته تنظيماً مقاوماً تمكن من مواجهة (إسرائيل) والانتصار عليها مرتين، مرة عام 2000 حين انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، ومرة ثانية عام 2006 حين ردت المقاومة العدوان (الإسرائيلي) وأسقطت أهدافه.
وفي الأزمة التي يعيشها لبنان الآن يقود حزب الله تحالفاً شعبياً واسعاً نزل إلى الشارع ليعلن عن مطالبه منذ اليوم الأول من هذا الشهر في مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف (قدرتهم القوى الأمنية اللبنانية بثمانمائة ألف، وقدرهم بعض المراقبين بما يتجاوز المليون، وهو ما يوازي خروج 17 مليون مصري إلى الشارع). خرجوا من مختلف المناطق اللبنانية وعلى اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبية يحملون شعارات موحدة ومطالب محددة. وأعقب المظاهرة اعتصام ممتد يدخل، ساعة كتابة هذه السطور، يومه التاسع حيث يبيت الآلاف في خيام بساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء في قلب بيروت، وحيث أقيمت صلاة مشتركة للسنة والشيعة، أمّها إمام سني وشارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المذهبين، وحيث يتوقع أن تلتقي المظاهرة الحاشدة بعنفوان الأول من ديسمبر مرة أخرى بعد ظهر الأحد وهذه الجريدة ماثلة للطبع.
وفي رأيي أن الصراع القائم في لبنان والذي يصوره البعض على أنه صراع يفتعله أنصار سوريا وإيران، ويهددون به وحدة لبنان، رغم تعقيدات الصيغة اللبنانية وانقساماتها الطائفية، صراع واضح بسيط، صراع حول الاحتفاظ بلبنان في صف المعسكر المعادي لأمريكا و(إسرائيل) أو في صف النظام العربي الرسمي الواحد التابع لأمريكا والممالئ (لإسرائيل). هو صراع للحفاظ على سلاح المقاومة في مواجهة من يريدون تجريد المقاومة من هذا السلاح. وهو أيضاً صراع حول حق الأغلبية (الأغلبية الفعلية لا البرلمانية المتمترسة في مقاعدها الوزارية) في اختيار مصير لبنان ومساره. ثم إنه صراع من أجل مشاركة مَن دَرَج النظام اللبناني على تهميشهم إلى حد الغياب، أقصد الطائفة الشيعية.
استطاع حزب الله أن ينقل الطائفة الشيعية، الطائفة الأكبر عدداً في لبنان، المقموعة تاريخياً والمظلومة اجتماعياً والغائبة من المشهد اللبناني المعلن كأنها ليست منه، استطاع أن ينقلها من الهامش إلى المتن، وحولهم من جنوبيين فقراء لا يقيم لهم أحد حساباً إلى قوة فاعلة منظمة واثقة في قدراتها، تحمي الوطن وتتحمل عن طيب خاطر التضحية بأبنائها وبيوتها وموارد رزقها من أجل تحريره. إنه إذن صراع اجتماعي أيضاً حول غياب الأفقر أو حضوره في المشهد الوطني، حول الحقوق في أن نكون مرئيين فاعلين في مجتمعنا حاضرين في تشكيل سياساته.
ولقد التقط زياد رحباني هذا الجانب من المشهد وهو يعلق ساخراً على سكان السراي المتمترسين في سلطتهم على بعد أمتار من الجماهير المطالبة برحيلهم، حين أطلق على نائلة معوض الوزيرة في حكومة السنيورة اسم: ماري أنطوانيت معوض.
لا جديد فيما أقوله هنا، فالأرجح أن كثيراً من القراء المتابعين لمجريات الأمور يعرفون هذا الكلام وتفاصيله التي لا يتسع المجال هنا إلا لإجمالها بما لا يخلو من التبسيط. ولكنني أكتب هذا المقال لسببين: أولهما الرد على موقف حكومتنا "السنية" التي نزلت بثقلها كما اعتادت لمساندة النظام العربي المستبد في وجه أي محاولة لإنجاز مكاسب وطنية أو ديمقراطية (وصفت الحكومة المصرية المقاومة بالمغامرة، وها هي تحذر من أن المطالب العادلة للمعارضة واحتشادها يهدد المجتمع اللبناني ويعرضه لحرب أهلية). وعلى عادتها، ضمت حكومتنا صوتها إلى صوت "الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا والسعودية والأردن" لدعم حكومة السنيورة مما دعا السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير إلى أن يطلب من الحكومات العربية عدم التدخل في الشأن اللبناني لنصرة فريق على فريق. أما أنا فأتدخل بالقول على الأقل، في نصرة الفريق الذي يخصني كمواطنة عربية صاحبة مصلحة في ألا يصبح لبنان ساحة أمريكية جديدة، وصاحبة مصلحة في حماية هذه المقاومة التي نصرتني وشدت من أزري، والتي فتحت بانتصاراتها أبواباً للأمل، وقدمت بنضالها الشعبي الديمقراطي نموذجا ً مشرقاً لي ولأمثالي من الطامحين في التخلص من الكابوس الآخر الذي يعكر علينا عيشنا اليومي. أما السبب الثاني فهو رغبتي في الرد على زميل من الكتاب، ارتبط تاريخياً بالمعسكر الوطني وهو من أبرز الأدباء اللبنانيين، إلياس خوري، صاحب رواية باب الشمس، وقد استوقفني وأدهشني ما قاله في مقال له نشر في جريدة القدس اللندنية بتاريخ 7/12/2006 أشار إلياس إلى سؤال يؤرقه "ويؤرق الكثير من اللبنانيين، هو: لماذا تنهار الرموز بسرعة في البلد الصغير، ولماذا تتفكك اللغة السياسية وتتآكل القيم؟ كأن الساحة اللبنانية، كانت مختبر انهيار الرموز والقيم السياسية والثقافية في العالم العربي".
يقول إلياس خوري: ما إن أخذ الرمز الذي جسدته المقاومة الإسلامية في صيف 2006 وعلى رأسها السيد حسن نصر الله يتشكل حتى بدأ في التآكل، وتحول جزءاً من خريطة الزواريب الطائفية اللبنانية.. إن المقاومة في رأيه، تسعى إلى إعادة إدراج لبنان في المحور السوري ـ الإيراني، وهو خطأ أدى إلى تآكل الرمز الذي جسدته كما تسبب في عجزها عن استثمار انجازها العسكري، وغرقها "في وحل الانقسام الطائفي اللبناني".
ما يقوله إلياس خوري، (وغيره من المثقفين اللبنانيين)، يتفق سواء أراد ذلك أو لم يرد، مع دعاوي الفريق الحاكم في لبنان. فريق بدأ هجومه على المقاومة وقائدها ضمناً ثم أعلن الهجوم الصريح قبل الاعتصام وبعده.
يعلن إلياس خوري بثقة "تآكل الرمز"، واقع الأمر فيما أرى، أن الرمز يتسع إذ تواصل المقاومة مهامها المعقدة والصعبة، تربط بين مواجهة العدو الخارجي وحق المهمشين في التمثيل العادل، وهو تمثيل يؤدي غيابه إلى تخريب ما أنجزته المقاومة ويفتح الباب واسعاً أمام الهيمنة الأمريكية والتواطؤ المعلن أو الضمني مع الحكومة "الإسرائيلية" والاندراج في إطار النظام العربي الخانع والتابع والفاسد. ولأن المقاومة تواصل مهامها الصعبة، ولأن السيد حسن يدخل معركته الجديدة، يكشف للناس الحقائق ويصدقْهم القول ويعدهم بالنصر مجدداً فإن سكان السراي يتكالبون عليه ويستشرسون.
أصبح السيد حسن نصر الله في قولهم كاذباً يختلق الوقائع، وأصبح ينفذ ما تمليه عليه سوريا وإيران، وأصبح لا يريد المحكمة الدولية والمعنى الضمني أنه متواطئ مع منفذي قتل الحريري وسلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان، وأصبح مثيراً للفتنة ومهدداً للسلم الأهلي.. إلى آخر هذه الأباطيل التي قد تصيب من تابع مسيرة السيد حسن نصر الله بالذهول على أقل تقدير.
أما أنا فتعود بي ذاكرتي إلى تلك النسجية القديمة التي ترجع إلى القرون الوسطى. نسجية لمخلوق أسطوري أبيض بهيّ أشبه بمُهر، يحيط به الصيادون من كل جانب، الصورة رمز وسيط للسيد المسيح. وتعود بي ذاكرتي إلى الصورة وأنا أحدق في وجه السيد حسن نصر الله في مساره الأشبه بمسار الأنبياء، حضورهم الغالب وسماحتهم ووعدهم وعزمهم، وأيضاً فيما يتعرضون له من ظلم وعدوان.
لم يتآكل الرمز يا إلياس، بل أراه أمام عيني يتعزز ويتعمق ويتوسع.
يكبر الرمز، يطابق أرضه وأهله، يحيط بأوجاعهم وتطلعاتهم وحكايتهم الممتدة في التاريخ وكل غال تحرص عليه رموش عيونهم، بما كان وبما يأملون أن يكون.
وفي الأزمة التي يعيشها لبنان الآن يقود حزب الله تحالفاً شعبياً واسعاً نزل إلى الشارع ليعلن عن مطالبه منذ اليوم الأول من هذا الشهر في مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف (قدرتهم القوى الأمنية اللبنانية بثمانمائة ألف، وقدرهم بعض المراقبين بما يتجاوز المليون، وهو ما يوازي خروج 17 مليون مصري إلى الشارع). خرجوا من مختلف المناطق اللبنانية وعلى اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبية يحملون شعارات موحدة ومطالب محددة. وأعقب المظاهرة اعتصام ممتد يدخل، ساعة كتابة هذه السطور، يومه التاسع حيث يبيت الآلاف في خيام بساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء في قلب بيروت، وحيث أقيمت صلاة مشتركة للسنة والشيعة، أمّها إمام سني وشارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المذهبين، وحيث يتوقع أن تلتقي المظاهرة الحاشدة بعنفوان الأول من ديسمبر مرة أخرى بعد ظهر الأحد وهذه الجريدة ماثلة للطبع.
وفي رأيي أن الصراع القائم في لبنان والذي يصوره البعض على أنه صراع يفتعله أنصار سوريا وإيران، ويهددون به وحدة لبنان، رغم تعقيدات الصيغة اللبنانية وانقساماتها الطائفية، صراع واضح بسيط، صراع حول الاحتفاظ بلبنان في صف المعسكر المعادي لأمريكا و(إسرائيل) أو في صف النظام العربي الرسمي الواحد التابع لأمريكا والممالئ (لإسرائيل). هو صراع للحفاظ على سلاح المقاومة في مواجهة من يريدون تجريد المقاومة من هذا السلاح. وهو أيضاً صراع حول حق الأغلبية (الأغلبية الفعلية لا البرلمانية المتمترسة في مقاعدها الوزارية) في اختيار مصير لبنان ومساره. ثم إنه صراع من أجل مشاركة مَن دَرَج النظام اللبناني على تهميشهم إلى حد الغياب، أقصد الطائفة الشيعية.
استطاع حزب الله أن ينقل الطائفة الشيعية، الطائفة الأكبر عدداً في لبنان، المقموعة تاريخياً والمظلومة اجتماعياً والغائبة من المشهد اللبناني المعلن كأنها ليست منه، استطاع أن ينقلها من الهامش إلى المتن، وحولهم من جنوبيين فقراء لا يقيم لهم أحد حساباً إلى قوة فاعلة منظمة واثقة في قدراتها، تحمي الوطن وتتحمل عن طيب خاطر التضحية بأبنائها وبيوتها وموارد رزقها من أجل تحريره. إنه إذن صراع اجتماعي أيضاً حول غياب الأفقر أو حضوره في المشهد الوطني، حول الحقوق في أن نكون مرئيين فاعلين في مجتمعنا حاضرين في تشكيل سياساته.
ولقد التقط زياد رحباني هذا الجانب من المشهد وهو يعلق ساخراً على سكان السراي المتمترسين في سلطتهم على بعد أمتار من الجماهير المطالبة برحيلهم، حين أطلق على نائلة معوض الوزيرة في حكومة السنيورة اسم: ماري أنطوانيت معوض.
لا جديد فيما أقوله هنا، فالأرجح أن كثيراً من القراء المتابعين لمجريات الأمور يعرفون هذا الكلام وتفاصيله التي لا يتسع المجال هنا إلا لإجمالها بما لا يخلو من التبسيط. ولكنني أكتب هذا المقال لسببين: أولهما الرد على موقف حكومتنا "السنية" التي نزلت بثقلها كما اعتادت لمساندة النظام العربي المستبد في وجه أي محاولة لإنجاز مكاسب وطنية أو ديمقراطية (وصفت الحكومة المصرية المقاومة بالمغامرة، وها هي تحذر من أن المطالب العادلة للمعارضة واحتشادها يهدد المجتمع اللبناني ويعرضه لحرب أهلية). وعلى عادتها، ضمت حكومتنا صوتها إلى صوت "الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا والسعودية والأردن" لدعم حكومة السنيورة مما دعا السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير إلى أن يطلب من الحكومات العربية عدم التدخل في الشأن اللبناني لنصرة فريق على فريق. أما أنا فأتدخل بالقول على الأقل، في نصرة الفريق الذي يخصني كمواطنة عربية صاحبة مصلحة في ألا يصبح لبنان ساحة أمريكية جديدة، وصاحبة مصلحة في حماية هذه المقاومة التي نصرتني وشدت من أزري، والتي فتحت بانتصاراتها أبواباً للأمل، وقدمت بنضالها الشعبي الديمقراطي نموذجا ً مشرقاً لي ولأمثالي من الطامحين في التخلص من الكابوس الآخر الذي يعكر علينا عيشنا اليومي. أما السبب الثاني فهو رغبتي في الرد على زميل من الكتاب، ارتبط تاريخياً بالمعسكر الوطني وهو من أبرز الأدباء اللبنانيين، إلياس خوري، صاحب رواية باب الشمس، وقد استوقفني وأدهشني ما قاله في مقال له نشر في جريدة القدس اللندنية بتاريخ 7/12/2006 أشار إلياس إلى سؤال يؤرقه "ويؤرق الكثير من اللبنانيين، هو: لماذا تنهار الرموز بسرعة في البلد الصغير، ولماذا تتفكك اللغة السياسية وتتآكل القيم؟ كأن الساحة اللبنانية، كانت مختبر انهيار الرموز والقيم السياسية والثقافية في العالم العربي".
يقول إلياس خوري: ما إن أخذ الرمز الذي جسدته المقاومة الإسلامية في صيف 2006 وعلى رأسها السيد حسن نصر الله يتشكل حتى بدأ في التآكل، وتحول جزءاً من خريطة الزواريب الطائفية اللبنانية.. إن المقاومة في رأيه، تسعى إلى إعادة إدراج لبنان في المحور السوري ـ الإيراني، وهو خطأ أدى إلى تآكل الرمز الذي جسدته كما تسبب في عجزها عن استثمار انجازها العسكري، وغرقها "في وحل الانقسام الطائفي اللبناني".
ما يقوله إلياس خوري، (وغيره من المثقفين اللبنانيين)، يتفق سواء أراد ذلك أو لم يرد، مع دعاوي الفريق الحاكم في لبنان. فريق بدأ هجومه على المقاومة وقائدها ضمناً ثم أعلن الهجوم الصريح قبل الاعتصام وبعده.
يعلن إلياس خوري بثقة "تآكل الرمز"، واقع الأمر فيما أرى، أن الرمز يتسع إذ تواصل المقاومة مهامها المعقدة والصعبة، تربط بين مواجهة العدو الخارجي وحق المهمشين في التمثيل العادل، وهو تمثيل يؤدي غيابه إلى تخريب ما أنجزته المقاومة ويفتح الباب واسعاً أمام الهيمنة الأمريكية والتواطؤ المعلن أو الضمني مع الحكومة "الإسرائيلية" والاندراج في إطار النظام العربي الخانع والتابع والفاسد. ولأن المقاومة تواصل مهامها الصعبة، ولأن السيد حسن يدخل معركته الجديدة، يكشف للناس الحقائق ويصدقْهم القول ويعدهم بالنصر مجدداً فإن سكان السراي يتكالبون عليه ويستشرسون.
أصبح السيد حسن نصر الله في قولهم كاذباً يختلق الوقائع، وأصبح ينفذ ما تمليه عليه سوريا وإيران، وأصبح لا يريد المحكمة الدولية والمعنى الضمني أنه متواطئ مع منفذي قتل الحريري وسلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان، وأصبح مثيراً للفتنة ومهدداً للسلم الأهلي.. إلى آخر هذه الأباطيل التي قد تصيب من تابع مسيرة السيد حسن نصر الله بالذهول على أقل تقدير.
أما أنا فتعود بي ذاكرتي إلى تلك النسجية القديمة التي ترجع إلى القرون الوسطى. نسجية لمخلوق أسطوري أبيض بهيّ أشبه بمُهر، يحيط به الصيادون من كل جانب، الصورة رمز وسيط للسيد المسيح. وتعود بي ذاكرتي إلى الصورة وأنا أحدق في وجه السيد حسن نصر الله في مساره الأشبه بمسار الأنبياء، حضورهم الغالب وسماحتهم ووعدهم وعزمهم، وأيضاً فيما يتعرضون له من ظلم وعدوان.
لم يتآكل الرمز يا إلياس، بل أراه أمام عيني يتعزز ويتعمق ويتوسع.
يكبر الرمز، يطابق أرضه وأهله، يحيط بأوجاعهم وتطلعاتهم وحكايتهم الممتدة في التاريخ وكل غال تحرص عليه رموش عيونهم، بما كان وبما يأملون أن يكون.
هناك ١٩ تعليقًا:
من ضمن من حاولوا ان يعطوا إنطباع بأن صورة حزب الله وحسن نصر الله قد تضاءلت وخفتت في الشارع العربي قناة العربية
ورغم المحاولات المستميتة والمقززة إلا أن ذلك لم ينطلي ولم يدخل على كثيرين وفقدت القناة جزء من رصيدها في الشارع العربي
الانسان سييء السمعة يتمنى ان يكون الناس جميعا مثله .. من ارتموا في احضان امريكا لا يستطيعون ان يروا شخصا لا يزال يقف في وجه العاصفة
عن قناعة تامة أوافقك جداً على دور حزب الله فى تغيير التركيبة الاجتماعية للبنان , التركيبة الاجتماعية فى لبنان غريبة جداً و معقدة , الأغلبية الشيعية هى الطبقة الأضعف و الأفقر كعادة الجنوبيين فى كل مكان (؟!) ... و أصبح حزب الله هو حجر الزاوية فى التغيير الحادث الآن (لا غرابة أبداً أن لبنان لم يحدث فيها تعداد سكانى منذ العشرينات فى محاولة مفهومة لالغاء حقيقة أغلبية الشيعة فى لبنان) ربما حزب الله بالنسبة لى يمثل الرمز الباقى الآن - لا عن ايدولوجية دينية أو قومية أؤمن بها بل من قراءات مستمرة للأحداث و المواقف المتغيرة كل يوم فى ظل ثبات و صمود حزب الله - فقط أتمنى ألا يتم اختصاره فى اسم حسن نصر الله فتلك فعلاً ستكون بداية التآكل
التركيز على الأرض الآن هو الاهم من تبادل النظريات و التصريحات فتلك لعبة مقلقة دائماً فى التاريخ اللبنانى
الخوف من رمز ممكن يكون سبب محاولة تدميره.لو كان هدف رمز معاكس لهدفك هتحاول تدمره.حتي حبك لرمز ومعرفتك من جواك انك نفسك تكون زيه ممكن يكون سبب لمحاولة تدميره وتشويهه ومقاومة لبنان مش حسن نصر الله ولو اتشوهت صورته لازم نعرف ان الهدف اكبر من التشويه
معروف من هم فى معسكر العروبة
ومن هم فى معسكر العمالة والصهيونية
واللى ما يشوف من الغربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكية
صدقني يا شريف أنا فاهمة تخوفك ده جداً وعارفة ان المسألة مش "الرمز" اللي هو حسن نصر الله وبس. لكن برضه لازم تعذر الناس.. أول مرة في حياتنا يا أخي نشوف رجل سياسة بيعرف بيتكلم عربي حلو كده :)))
لأ صحيح، نرجع للجد.. ما تقدرش برضه تغفل دور القائد بشكل عام.. يعني عمرك شفت شركة العاملين فيها سعداء وعندهم ولاء لوظيفتهم وبيؤدوها بحب والمدير بتاعهم أي كلام؟ ما ينفعش. ده حتى على مستوى الكورة يا أخي.. أداء نفس اللاعبين بيتغير لما مدرب الفريق بيتغير!:) وفي حالة حسن نصرالله، برضه ما تقدرش تشوف الصورة كاملة من غيره في اللحظة الحالية.. هو كشخص جزء من اللحظة وبيأثر فيها تأثير تاريخي، بدليل ان هو نفسه واخد نفس موقفك من مسألة الرمز. إنت ما شفتش رده على الرسالة اللي المقاومين أرسلوهاله وقت الحرب؟ لما واحد بالحجم ده يقول لهم "أقبل أقدامكم.." و"جوابي لكم هو شكر لكم إذ قبلتموني واحداً منكم، وأخاً لكم، لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة" حاجة تِفرح يا شريف في زمن الأبضايات اللي احنا عايشينه.
منورني وسعيدة ان احنا متفقين على الأقل في المبدأ: الأرض هي الأهم زي ما انت بتقول. واللي بيحمي الأرض بيحمي الناس... على رأي فؤاد حداد "من حَمَى لي الدار، حَمَى ديني"
معلش طولت عليك :)
أحمد شقير: يا ريتها جت على قناة العربية بس! طب قول على الأقل دي في النهاية قناة تابعة للسعودية والسعودية دفتر شيكات تيار المستقبل... لكن واحد زي الياس خوري وغيره كتير ممن يحسبون على التيار "الوطني" أو "اليساري" في الوطن العربي، لما ياخدوا موقف زي ده دلوقتي بالذات، تبقى الدنيا صحيح ماشية بالشقلوب!
أحمد فتحي: عندك حق! واللي اترموا في أحضان أمريكا يبقوا يخلوا أمريكا تنفعهم بقى
شادي باشا: طب واللي شايف وبيستعبط؟
يبدو أن المصريين والعرب - عدا اللبنانيين - هم من ينظر إلى السيد نصر الله بنظارة معظمة!!
أعترف أن الشأن اللبناني معقد بما يكفي ولا يعرفه - حق المعرفة - سوى أهله الذين عاشوا على تلك الأرض طوال عمرهم!
أقدر أن الثوريين المصريين يرون في شخص السيد نصر الله "الرمز" في الزعيم الشعبي الثوري الذين يتوقون إليه في بلادهم لكنه لم (ويبدو في ظل جو التشاؤم القائم) أنه لن يأتي!!
إنكار الدعم السوري والإيراني لحزب الله أمر من قبيل التبسيط المخل وغير المقبول للأمور، وسليمان فرنجية زعيم تيار المردة المعارض اعترف بذلك في إحدى الخطب الموجهة للمعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء!!
أرى - وهذا رأيي الشخصي - فارقاً كبيراً بين حسن نصر الله "المقاوم" في صيف 2006 ونصر الله "السياسي" في شتاء نفس العام!!!!! الأول لم ينعم بطهارة الثورة وبكارتها، لكن الثاني ملوثٌ حتى النخاع بقذارة السياسة وألاعيبها اللاأخلاقية!
علقت من قبل عند عدد من المدونين اللبنانيين إن ما يحدث الآن في لبنان "مفاضلة بين الطغاة والغزاة" على رأي الشاعر أسامة فرحات.
الأول لم ينعم بطهارة الثورة وبكارتها لكن الثاني ملوث حتى النخاع بقذارة السياسة وألاعيبها اللاأخلاقية
هل يريد علاءالدين أن يقول ان نصرالله مدان فى الحالين, في يوليو و أغسطس الماضيين , حين كان يحارب ,والآن وهو يطالب مع حلفائه بحكومة وحدة وطنية؟ أم ان هناك خطأ ما في صياغة هذه العبارة؟؟
هذا أولا
ثانيا: أريد أن استفسر منك عن الأسباب التي تدعوك الى اتهام نصر الله بأنه ملوث حتى النخاع بقذارة السياسة وألاعيبها اللاأخلاقية.أليس الثوري سياسيا؟ أم ان المطلوب من الثوريين أن يتركوا السياسة لأهلها؟ وهل السياسة بالضرورة قذرة ولاأخلاقية؟
ثالثا: انت تقول ان الشعب اللبناني يواجه الآن مفاضلة بين الطغاة والغزاة. من هم الطغاة ومن هم الغزاة؟ فهمت انك تقصد بالغزاة اسرائيل ومسانديها وبالطغاة حزب الله وحلفاءه اللبنانيين. فهل أنا محق في هذا الفهم ؟
هذه اسئلة اردت أن اعرف اجابتها منك قبل ان ارد على تعليقك حتى يكون ردي عن بينة
ولك صادق الود والتحية
بعض المشاهد التي شاهدتها في ساحتي الاعتصام:
-مسيحيون من انصار التيار الوطني الحر يرفعون لافتة كتب عليها "يا عذراء احمي نصر الله"
-متظاهرون شيعة يردون على اللافتة السابقة بلافتة كتب عليها "يا زهراء احمي عون "
-لافتة اخرى تقول :"نحن النصارى وانت نصرنا"
-تلفزيون المنار التابع لحزب الله يذيع على الهواء مباشرة قداس الأحد الذي قام به الفريق المسيحي من المعارضة
-صلاة جمعة تتعانق فيها العمائم السوداء والبيضاء ويصطف المصلون الشيعة وراء امام سني هو الداعية فتحي يكن
مجرد سؤال : هل هذه حقا معركة طائفية؟
Yalla ya Semsem, waiting for the announcement of your concert... on the blog.
xx
Ya Khallouda, you can find the announcement on Amr's blog.
I do not think Hassan Nasrallah wants to be a hero. He says this many times. I don't think he is like a western president who checks his popularity ratings everyday. He does not want power and certainly not money, he is the only non-corrupt politician in the Arab world. The only one. He is a person with a goal.
In conclusion, the whole question is a non-question. Is Sayed Hassan's popularity declining? He does not care. The real question is: Is he achieving his goal?
Doing politics has not tarnished his image all that much. He has shown, since he has entered the political game, great honesty. As I said, he is not corrput -this is a huge exception- and he does not seek power. He has also made many gestures of tolerance even towards his enemies which no usual politician would ever do : Promosing not to put Hezballa ministers in any government of national unity, not attacking the people who dealt with the US during the war, etc.
I want to blame everyone here. What is this attitude. Sayed Hassan is not a singer that you like when starts and is cool and then you forget. He is a leader. If you beleive in what he says you stay with him ven if you are the only person left. If you don't beleive in what he says, then I advise you to not put posters of him on your walls and not to use him as some kind of fashion statement. This is unfit of him and his party.
You want to blame everybody here.It is clear that you were unable to ditinguish between those who stand for Nasrallah and support him,the blogger herself and the mojority of the commentators; and those who criticize him,in fact the author of a single comment!
Still,you cannot blame anybody for his political views.You have to discuss his viewpoint and try to refute what seems wrong to you !
أنا عاوز أقول لك إن مدونتك فعلا جميلة
وعاوز أقول لك كمان إن أخبار الأدب الأسبوع ده كانت حاطة الهوامش بتاعتها من المدونات وكانت واخدة حتة من تدوينة الشهيد الحي اللي انتي كاتباها (هو كاتب تحتها محاولات سامية)
ولو عرفت أعمل سكان للصفحة هأبعتهالك إن شاء الله
Are those words yours?
No, those aren't my words. (I wish!) I wrote in the first paragraph before the article, that it was written by Egyptian Novelist Dr. Radwa Ashour. However, she said everything I would have wanted to in regards to that matter.
يا سامية
سلميلي على حازم، من صاحبه اللبناني في باريس،
اسمحي لي بأن أقول، من منطلق المسافة بين باريس وبيروت التي يفتض أن تسمح لي بالمزيد من الهدوء مقارنة بالمتحمسين من كل الأطراف
أولاً في ما خص الياس خوري، ينبغي أن نفهم أن لا أحد بيننا يستطيع المزايدة، لا على علمانيته، ولا على وطنيته اللبنانية ونضاله الفلسطيني وقناعاته اليسارية،
تاريخ الرجل وصلابته أكثر من شهود على نزاهة ما يقول، وإن لك يكن ذلك كافياً للقول بصوابه أم لا
وهنا النقطة الثانية: ما هو الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان؟
لفهم ذلك ينبغي أولاً فهم خصوصية لبنان
أي غياب الأغلبيات الطائفية، ومحاولة تعايش بالتساوي بين الطوائف الكبرى،
وحساسية تجاه قوة واحدة منها على حساب الأخرى،
قد نرفض هذا الأمر ونطالب بالعلمانية، وأنا أراها الحل الوحيد، لكن استنفار العصبيات ليس سبيلاً إلى ذلك...
حزب الله تمتع باستقلال فعلي عن ما يسمى بالدولة اللبنانية في ظل الهيمنة السورية على لبنان،
بعد خروج هذه الهيمنة عن البلد، وهو بدأت مقدماته منذ تحرير الجنوب في 2000
بات من الواضح أن هذا الوضع ينتهك الدولة، والمساواة بين الطوائف
أي أنه يسبب توتراً في داخل المجتمع اللبناني
فما المطلوب إذاً؟ القبول بالتوتر؟ دعوة المجتمع كله إلى التحول مقاومة لاسرائيل بعد انسحابها؟ لبنان بلد صغير وبالتالي لا يتحمل استمرار مثل هذا التوتر طويلاً، ولا استمرار الشعور العام بأنه ساحة لرسائل الآخرين.
هل هو ساحة؟ أي هل حزب الله مجرد أداة؟
ليس بالضرورة، لكن مصادر دعمه تطالبه بثمن،
لذا فهو ضد المحكمة الدولية ويريد تفريغها من مضمونها،
وضد العلاقة مع العرب "المعتدلين" ومع الغرب،
وهو كما يقول أحد مسؤوليه إيران في لبنان ولبنان في إيران...
بغض النظر عم الحساسيات الدينية كيف يمكن القبول بهذا في دولة تسعى إلى الاستقلال؟؟
ما يريد الياس خوري قوله هو أن نصر الله بات رمزاً للمقاومة، لكنه للمرة الثانية أو الثالثة يهدر انتصاره ويهدر الرمز
بدلاً من أن نجتمع جميعاً ونلتف حوله ونفاخر بانجازاته، فإننا بتنا منقسمين، وليس بالإمكان أن يكون نصف الشعب خونة
المشكلة هي أن نصر الله لم يضع نصره في حساب الدولة اللبنانية، بل في حسابات أخرى، خاصة به أو اقليمية،
أي أننا لم نستفد من النصرين لتحصين الدولة وبنائها بل أصبحا مشروع مشكلة وحرب أهلية، وإن كان الآخرون سيئين فإن عدم قدرته على رؤية هذا الأمر دليل على ضعف سياسي وسوء تقديرات لا يفتأ نصر الله يعترف بها ولا يتراجع عنها.
هنالك ما هو أهم من الأرض، وهو الناس الذين يعمرونها، واستقرار المجتمع الذي يعيش فيها. الدفاع عن لبنان ينبغي أن يكون مهمة لبنان كله، أي دولةً وشعباً، وليس احتكاره لفئة، ومتاهات السياسة الخارجية لمن ليس بها عليماً مضللة جداً،
مثلاً حزب الله والسوريون هم من قاتل وقتل ووشى بالمقاوممين من الحركة الوطنية كي تحتكر فئة واحدة المقاومة طيلة هذه السنين.
المهم، يفترض بناء دولة، وهذا ما لا يفهم العرب الآخرون لأنهم بالضبط مقهورون من دولهم، في حين أن اللبنانيين يعانون من غيابها.
بناء الدولة يبدأ من السلم الأهلي، واحترام القوانين، وعدم امتلاك حسابات خارجية بخاصة مع الجيران
أين حزب الله من هذا؟؟ وبالطبع فإن الآخرين ليسوا بأفضل منه
لكن السؤال المحوري الآن هو: إذا حصلت ضربة أميركية لإيران، هل يدخل حزب الله الحرب، مدمراً لبنان من جديد؟ ما أحلم به كلبناني هو تحييدي عن الحروب، وليس زجي بها
لذا ينبغي قيام جيش دفاعي قوي يستفيد من خبرة حزب الله،
وليس تفكيك المجتمع بعد تفكيك الدولة ....
أتمنى أن تشرفيني في مدونتي الجديدة عامل حفلة على الضيق عازم فيها الحبايب كلهم ومفيش داعي تكلفي نفسك وتجيبي إي حاجه معاكي كفايه هاتنوري المدونة
إرسال تعليق