"المطلوب من الشعوب إذن هو أن تصمت، ألا تفعل شيئاً لإيقاف الجريمة التي ترتكب، ألا تتحرك ضدد العدوان السافر الواضح الذي تشنه إسرائيل على شعب ’لبنان‘، أن تكون الشعوب أيضاً بشكل أو بآخر شريكة في العدوان مثل الحكومات العربية التي تُوجه هجومها على ’حزب الله‘ و’سوريا‘ و’إيران‘، أن تتحدث مثلها عن توسع ’شيعي‘ في المنطقة وتنسى التوسع الإسرائيلي، ألا تنظم صفوفها، أو تتظاهر، أو تنتزع حرية الحركة ضد أعداء الشعوب العربية الدوليين والمحليين، وألا تساند المقاومة اللبنانية إلى أن يتقرر إيقاف إطلاق النار، ومواصلة المؤامرة على شعب لبنان بوسائل أخرى ’دبلوماسية‘.
"لكن لنكن واضحين. ليس بيت القصيد أن نوافق أو لا نوافق على سياسات ’حزب الله‘ أو ’سوريا‘ أو ’إيران‘، أو أن نميل أو لا نميل إلى تيارات الإسلام السياسي بمختلف أنواعها، لكن بيت القصيد هو أن نكون ضد المعتدي وضد العدوان. إنها مسألة مبدأ لا يمكن أن نحيد عنه. فكيف ننسى أننا المعتدى عليه باستمرار؟ إنه من المضحك أن يُعتبر ’حزب الله‘ هو المعتدي لأنه أسر جنديين من إسرائيل مقابل مئات الأسرى الموجودين في سجون هذا البلد الذي لم يكف عن القتل والدمار."
"لابد أن نكون ضد العدوان على شعب ’لبنان‘، أن نعلن هذا بوضوح، وأن نتخذ خطوات عملية في ذات الاتجاه، أن ندعم المقاومة بكل الوسائل التي لدينا، ألا نسمح لليأس بمواصلة زحفه على معناوياتنا، أن نرده على أعقابه بإصرار، أن نكشف التضليل الذي تنشره وسائل الإعلام وتصريحات الحكام، أن نعي مصالحنا جيداً فالذين يتبارون في تقديم الحجج حتى لا نواجه العدوان ظناً منهم أنه يمكن الإفلات من المخاطر القادمة بالتأجيل، أو الاستسلام، أو المساومة، بالاتفاق الواضح أو المستتر مع العدو، إن أمثال هؤلاء واهمون."
يقول الشاعر مريد البرغوثي في نفس العدد من جريدة الأهالي:
"ما أريد أن أقوله إن هذه الأنظمة لا تخشى فشل السيد بل تخشى نجاحه. ليذهبوا إلى الجحيم. أنا الفلسطيني الذي يأخذ الحياة والعقل والشعر مأخذ الجد أقول إني بحاجة إلى لحظة كلحظة السيد حسن نصر الله التي نعيشها اليوم. أنا بحاجة لوقفته في مواجهة العدو، ولا يضيره أن السياسيين السعداء وضعوا خصالهم في مواجهته. السيد على حق في الحالتين: إن كانت لحظته هذه صواباً سياسياً فهي لحظة بطولة، وإن كانت مغامرة وخيالاً فهي بالتأكيد، ورغم تكاليف باهظة قد تطاق وقد لا تطاق، ستنجب لحظة أخرى في المستقبل، وستشكل سابقة أمام الأجيال التي يتشكل وعيها الآن، سابقة تقول لهم إن كان التذلل للعدو والشعور بالهوان أمامه جزءاً من "موازين القوى" فإن "الشعور بالكرامة" جزءاً من موازين القوى أيضاً."
يقول الكاتب فهمي هويدي في العدد الصادر أول أمس من جريدة الدستور:
"المقاطعة مهمة جداً، وأنا مصر على أنها تزكي الشعوب، وتضر بمصالح الأعداء، فموقف المقاطعة هو الفعل الإيجابي الذي يمارسه المجتمع لإعلان غضبه واستنكاره إزاء موقف معين، فأنا بالمقاطعة (أمتنع عن شيء)، ومجرد الامتناع هو تعبير عن موقف نبيل ومتحضر، وإصرار على الإضرار بمصالح القتلة."
يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي نقلاً عن قناة الجزيرة:
"إن العدوان الذي يتعرض له لبنان حالياً هو غزو إسرائيلي أمريكي، لأن الشعب اللبناني يُضرب بصواريخ أمريكية وبطائرات صنعت في الولايات المتحدة.
واعتبر تشومسكي قيام فصائل فلسطينية بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة، وقيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين جنوب لبنان، رد فعل طبيعي للعنف الإسرائيلي الذي يمارس ضدد الفلسطينيين.
وأضاف أن حزب الله ربما لم يرد أسر الجنديين، لكنه فعل ذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني ولإجبار تل أبيب على تسليم الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين إلى ذويهم."
والبقية تأتي...