١٢ ديسمبر ٢٠٠٥

إلحقيني ياااا ماااااا - أكرم خان أكلنا البالوظة في الأوبرا


من أسبوعين والدنيا قامت وما قعدتش. كل ما أقابل حد يقول لي: أكرم خان وعرضه العبقري " ما " في الأوبرا يوم 11 و 12 ديسمبر. وكان آخر تلك المواقف عندما ذكَّرنا مدير المجلس الثقافي البريطاني في اجتماع معه بأهمية حضور هذا العرض: "إنه من أهم العروض التي قدمت في بريطاني خلال العشر سنوات الماضية!"

أنا قلت طبعا مش ح أفوِته!
وانا قاعدة في الربع ساعة الأولى من العرض باحاول أكتم الضحك وأكدّب نفسي وأفهم أي حاجة من اللي بيحصل ع المسرح إكتشفت اكتشاف بدا لي عبقري في تلك اللحظة: أكيد ربنا لما قعد يفكر في أشد طرق عقاب الإنسان وضع على رأس القائمة "الضحك". ما هو أكيد ربنا كان بيعاقبني على حاجة منيلة عملتها عشان يخليني أضحك كل الضحك الهستيري ده وبالصوت العالي ده، بينما القاعة كلها هُس هُس في لحظة من العرض المفروض انها تكون مؤثرة!
تخيلت الضحك شيطان جبار لا يُقهر ماسكني وعمال يزغزغ فيّ بعنف مؤلم! ومش بس كده .. ده شيطان معدي بيتنطط من شخص لشخص برشاقة الراقصين اللي على المسرح ويخليك مش عارف تلوم مين على استمرار هذا الموقف المحرج. أنا أجمع قواي كلها وأغمض عينيَ وأسِد ودني وأفكر كل الأفكار الوحشة اللي في الدنيا عشان أسكت وأبطل ضحك وأول ما أسكت ألاقي عمرو راح منفجر على يميني ورحاب بتفتعل الكحّة على شمالي وأقارب وأصدقاء في آخر الصف ح يموتوا فطيس من كتر كتم الضحك.

ما حدش يحاول يقنعني إن فيه حاجة في الدنيا محرجة أكتر من إن الواحد يضحك على حاجة المفروض ما تضحكش بينما كل الناس منصتين في خشوع سواء في عزاء أحد الأقارب أو في عرض راقص غير مفهوم. هيَّ لحظة واحدة بس.. لحظة ما تحس بغليان الضحك المكتوم يتصاعد بداخل مَن يجلس بجانبك أو عينك تيجي سريعا في عين حد من اللي - ياعيني زيّك - مبليين بهذا المرض اللعين. ساعتها إبقى قابلني لو عرفت تسيطر على نفسك. هي دي لحظة فقدان السيطرة التام اللي بيتحول فيه جسدك بأكمله إلى قرون استشعار تشم ريحة الضحك من على أي بعد.. حتى لو كان لسه مكتوم جوّه شخص قاعد بعيد عنك. ح تحس بيه وح تنفجر وتفجره معاك.

سيبنا بقى من كل ده ، أتكلم شوية عن العرض اللي مكسر الدنيا في انجلترا وأوربا. كل اللي أقدر أقوله –على رأي رحاب- إنه كان فيه شجرة! فكرني بقصة الإمبراطور اللي مشي في الشارع عريان وفاكر نفسه لابس ملابس جميلة ما يشوفهاش غير الناس الكويسين وطلع في الآخر مضحوك عليه ولا هو لابس حاجة ولا الناس شايفة حاجة وكله بيمثل على كله عشان ميطلعش "وحش".

العرض ممل جدا ومافيهوش أي حاجة جديدة ورتابته وطوله يجيبوا صداع. الراقصين بارعين والإضاءة عبقرية وكل جانب من جوانب العرض حلو جدا لوحده لكن كله على بعضه ما يدخلش ذمتي بنكلة. رقص حديث على عيني وعلى راسي بس يبقى له معنى! بلاش معنى.. يبقى فيه أي حاجة تخليني أستمتع بيه.. مش أسقف عشان الناس بتسقف وخلاص.

وسمعني بصوت نبيلة السيد في خلِّي بالك من زوزو "ع البساطة البساااطة.. يا عيني ع الباااساااطة.. أهْ! أهْ! أهْ!"

هناك ١١ تعليقًا:

حـدوتـة يقول...

اهو هو ده اللي يتقال عليه: ستكونين أنتي (وباقي الفرقة) الشجرة!

هو بصراحة أكتر حاجة كانت غيظاني هو إن كتفي كان واجعني جداً جداً وكل ما أشوفهم بيتمرمغوا على الأرض ويهبدوا في نفسهم احس بنغز في كتفي!

بس تصدقي خلوني أفكر إني بقالي كتير مش وقفت على راسي!

بس يا سامية المرة دي تيجي إيه جنب اللي عملناه في آخر عرض للورشة :P

Solo يقول...

فيه احاسيس كده بتبقى عايزه تتصور
منهم احساسك و انتى قاعدة بتشوفى عرض بيتفذلك عليكى و حتى مش عارف يتفذلك صح و تبصى الناس بتسقف بحماس و انتى مش عارفة ليه
تبقى عايزة تقومى تضربيهم واحد واحد
فى الآخر بتكتفى انك تبقى المخلوق الفضائى الوحيد اللى مش بيسقف
أنا ماشفتش العرض و يمكن لما أشوفه يعجبنى بس المبدأ نفسه اللى فى كلامك حسيته

غير معرف يقول...

لم أشاهد العرض
لكن، بالنسبة لي
موسيقى + رقص + إضاءة + مسرح
لا يمكن أن تساوي إلا بهجة
لكن، مع ذلك
أحييك أنك لم تتكلفي المتعة
ولم تكبتي الصدمة
هذا في حد ذاته جميل منك

سامية جاهين يقول...

لأ يا رحاب لو سمحتي ما كانش "آخر عرض للورشة" عشان ماحدش يفهمنا غلط.. كان عرض حلاوة الدنيا

قوليلي يا حياتي.. هو انت عادة كنت بتقفي على راسك؟؟ ما شاء الله ما شاء الله.. كل يوم باكتشف فيكي حاجة جديدة
:D

ياسولو هيَّ دي بالضبط : بيتفذلك عليَّ ومش عرف يتفذلك صح

ويا ريتني اكتفيت بإني أبقى المخلوق الفضائي الوحيد اللي مش بيسقف.. ده انا كمان كنت من المخلوقات الفضائية اللي بتضحك! هوَّ واضح ان احنا عايشين في موضة الفذلكة عموما، مش بس في الأدب والفن

Adonai:
طيب لو المسألة موسيقى مزعجة + رقص استعراض إمكانيات + مسرح ممل، برضه بيساوي بهجة؟

غير معرف يقول...

الإجابة ببساطة نعم

عوليس يقول...

انت جاى تعزى ولا جاى تهرج

غير معرف يقول...

انا كتيرررر بشوف استعرضات لكن مو شوفتها على المسرح فقد على التليفزيون وبشعر معها بالمتعة اذا كانت تحمل بداخلها هدف

وليست مجرد اناس يرقصون امامى

اشكرك سامية على الشرح الوفى للاستعراض


وفقنا الله لما فية الخير

مع خالص تحياتى

AFKaaaR.blogspot.com

tamer

سامية جاهين يقول...

ما هو المشكلة إنه ما كانش رقص أصلا! صدقني بحثت عن الرقص ولم أجده في هذا العرض

حسام يقول...

موقف سخيف فعلا بس الظريف طريقة تعبيرك عنه بدقة وانك محاولتيش تتقمصي امممم عظيم ... مفهوم !!
أحييك :)

فكرتيني بموقف حصل لي أيام الجامعه ومش ناسيه لحد النهارده .. كنت في محاضرة Organization Behavior وبطبيعة الحال الموضوع معظمه علم نفس وأنا جاي من ثانوية عامة علمي ده غير ان الدكتور كان ممل وعمال يقول كلام نظري مش مفهوم ليا وقتها..

عددنا كان قليل جدا بطبيعة الكلية اللي كنا فيها (تجارة خارجية اللي كانت في الزمالك) وبطبيعة المادة الغريبة دي، وكان جنبي واحد صاحبي من النوع اللي بيني وبينه تفاهم سحري ..

الأخ قام مطلع قصاصة من الأهرام ... إعلان هن كتاب فلسفة وغمز لي اقرا عنوان الكتل عن "الكونية والثورة و ... و ... من منظور ... على هامش ... " مش بس كده وقام كتب على طرف الورقة الجملة دي:
"الاستغلاق الاستبياني في الاستشكال الوضعي" !!!!

وعنها :D
الضحك قعد يتكون جوايا ويكبر ويكبر وعنيا ابتدت تدمع وخلااااص ... ابتدى جسمي يترج ويتهز من كتر الضحك و مش قادر حنفجر من الضحك وهو زي وأكتر وعنيه احمرت ودمعت (فرحان بعملته السودة)
ابص للدكتور ... مش طالبه تهزيء وفي نفس الوقت مش أنا اللي أعمل كده في محاضرة أستاذي اللي بحترمه(وهو بيدي الماده دي وهو متضايق أصلا)

المهم
الدكتور حس بينا ومش عارف يعمل ايه
فجأه وفي وسط كلامه قال حاجه تضحك
قمنا منفجرين بأعلى صوت ممكن وبأقوى طريقه تخلينا ننفض الضحك كله في فترة الـ 3-4 ثوان ضحك المشترك مابيننا وبين كل الموجودين وبردو مفيش فايده ...
الخبيث يقول لي وهو بيخبي بقه(أيوه فرصة اضحك اضحك) وطبعا ماعادش في تراجع كملت لحد ما هيييييييييييييه ارتحت !

وعدت !!

سامية جاهين يقول...

"الاستغلاق الاستبياني في الاستشكال الوضعي"

أيوة! هوَّ ده بالضبط

بس بذمتك مش أحلى ضحك في الدنيا
الضحك ده؟

كل سنة وانت طيب
:)

حسام يقول...

وانتي طيبه :)

هو لذيذ أينعم
بس مش للضحك وبس
لأنه فيه نوع من المغامرة ... مش عارفين شكلنا حيبقى عامل ازاي كمان 10 ثواني !!
احترامنا وشكلنا حيتبعزق ولا ... حتعدي!

على فكرة في نوع تاني اسمه الاستغلاق الاستبطاني ... بس ده موضوع كبير كبير كبيييير :)