- سامية .. لابد أن تأخدينا اليوم في ال "لانش بريك" إلى "ذا سيتي أوف ذا ديد".
- لا تؤاخذوا جهلي ... لا أعرف عما تتحدثون!
- ماذا؟؟؟ ألا تعرفين "ذا سيتي أوف ذا ديد"! .. كل أصدقاءنا الذين زاروا مصر قالوا لنا أنه من أهم الأماكن التي يجب أن نزورها.
- حسناَ... انتظروا لحظة
- ألو؟ أيوة يا بسمة... ألا والنبي مين "سيتي أوف ذا ديد" دي؟
- .......
- بتضحكي على ايه؟؟
- .......
- انتي بتتكلمي بجد؟ طيب ودي عايزين يروحوا يعملوا فيها ايه؟
- .......
*******
في الساعة الثانية والنصف ظهراً بشارع عماد الدين:
- تاكس!
...
- تاكسي!
...
- تاااكس!!!
- الدرّاسة ياسطى؟
- ....
- أيوة عند المدافن ... انت عرفت منين؟؟
- "ماحنا ياما بناخد الأجانب هناك يا مدام ... دي منطقة "مُشَيّقة" جداً بالنسبة لهم".
من خلف زجاج السيارة صوبت الأستاذة ميلينا دراجيتشيفيتش ، رئيس أقدم جامعة بأوروبا الشرقية، كاميرا فيديو باتجاه العشش التي احتلت حوش بعض المقابر باحثة عن ساكني مدينة الموتى. ظهرت سيدة مقرفصة أمام عتبة حوش و أمامها "طشت" مملوء بماء معكر. نظرت الينا بعينين متشبعتين بلامبالاة مألوفة واستمرت في "دعك" الغسيل.
- هل لدى هؤلاء الناس مياه نظيفة وكهرباء؟
- لا أعرف.... في الغالب...
وبعد جولة المدافن صمم سائق التاكسي أن نمر بجامع قايتباي ليطيل الرحلة أو على حد قوله ليتفرج عليه "السياح".
دخلنا المسجد ولم يطلب منا أحد أن نضع منديلاً على رؤؤسنا كما حدث في آخر مرة ذهبت فيها إلى الحسين مع أصدقاء أجانب.
إطمأنت عيناي للإضاءة الخافتة وانعكس على قلبي هدوء المكان. سقف المسجد عال تحلق فيه عصافير القاهرة الرمادية الصغيرة. على يساري شبابيك ذات زجاج بقيت ألوانه ثابتة منذ القرن الخامس عشر وعلى يميني منبر خشبي بنقوش إسلامية دقيقة . أغمضت عيناي وتمنيت أن أخلد إلى النوم في هذا المكان الجميل جاءني صوت ميلينا تذكرني أننا يجب أن نعود الى العمل ففتحت عيني في تكاسل ودرت بنظري في المكان مودعة فوقعت عيناي على ورقة صغيرة معلقة على أحد الجدران: "توجد بالمسجد أكفان رجالي وحريمي"
هناك ١١ تعليقًا:
أول مرة اعرف إن في أكفان رجالي وأكفان حريمي
طب واتبسطوا بقى الأجانب في مدينة الموتى يا ترى؟
وحشتيني بقى!!! وحشتينيييييي
#&$@*)*%#) el shoghl!!
ألاقيش مطرح فاضي بعفشة مية ف مدينة الموتى؟ عمري ما رحتها، ما أجلهنا بأنفسنا. حدثينا عنها باختصار لو سمح وقتك، يعني هي مجرد جبانات؟ ولا عشوائيات في مقابر حديثة؟
طريقة قصك رائعة يا سامية....
عندما كنت مع عمر العربي في زيارته للقاهرة حرصت على أن أشير له الى المعلم القاهري الهام :" و هنا بقى يا سيدي مقابر و الناس بتسكن فيها" - لا اعرف ان كان حي المقابر ذلك هو ذاته الدراسة أم لا....
أنا برضه عمري ما رحت المقابر. رحت بس عند قبر جدي في أبو قير وماكانش في ناس عايشة هناك رغم إن هوا البحر يرد الروح :) لكن هنا في القاهرة مش بيرضوا ياخدوني معاهم لما يجوا يزوروا وأنا مش بأطلب اروح
شكراً يا محمد... المقابر اللي أنا قصدتها هي اللي على صلاح سالم وتلك المقابر ممتدة إلى الداخل حتى حي الدراسة.
يا حمكشة أنصحك بشدة إنك تروح تبص عليها لأن وصفها مش سهل.. ما هياش عشوائيات بالمعنى المتعارف عليه.. معظمها بيوت أو بمعنى أصح غرف صغيرة داخل أحواش المدافن أو على أطرافها. والناس اللي عايشين هناك بالرغم من شدة الفقر محتفظين بنظافة المكان وأعتقد ان ده علشان حرمة الموتى اللي ليها أهمية شديدة في تراثنا.
و باختصار هو فعلا مكان جميل. قريباً سأنشر قصيدة المقابر لصلاح جاهين على مدونة شعراء
آآآآه.."باحب المقابر واموت ف الترب"، لو ربنا اداني عمر، لازم اعمل موضوع مهم جدا عن الموت عند صلاح جاهين، ومراثيه لا شبيه لها في كل الشعر العربي، أعتقد أنها قمة شعر الرثاء في تاريخنا.
الحقيقة أن كلامك شوقنى جيدا لزيارة هذا المكان الهام ..
و بما ان فيه أخريين واضح انهم كمان لم يذهبوا للمكان و عايزين يروحوا ..
فممكن نعمل رحلة للمدونين لهناك
البلوج بتاعتك كانت غايبه عنى ازاى كل ده!!!!!!!
لم تقل لي ذلك يا حمكشة! لي قريب شاعر عامية اسمه "أسامة فرحات" هو عضو في جماعة نصوص تسعين (من بينهم سيد الوكيل ومصطفي الضبع) وأظن عزت القمحاوي (أخبار الأدب) وياسر شعبان. هذا الشاعر (المهندس) حصل على رسالة الدكتوراه في جاهين ("الصورة الفنية في شعر جاهين") وعن قريب سوف تصدر هذه الرسالة في كتاب بالهيئة العامة للكتاب. يمكنني تدبير لقاء بينكما إذا أردت "البحث" بخصوص جاهين وعالمه.
يا علاء... لو كانت عندك هذه الرسالة أو تعرف من أين يمكنني الحصول عليها سأكون شاكرة جداً... كنت لسه في نقاش مع أحد المهتمين بشعر صلاح جاهين وسألني إذا كانت هناك أي دراسات نقدية أو أكاديمية عن شعر صلاح جاهين
أول زيارة لي لمدونتك
ولن تكون الاخيرة
:)
لسة عارف بيها من شوية بس
إرسال تعليق