ترددت الأول اني أكتب عن تجربتنا في المنصورة لعدة أسباب.منها إني حاسة بالذنب لإننا بعاد كل هذا البعد عن ما يحدث في المحافظات - سواء النشطاء أو الفنانين أو الإعلام- بخلاف المدن اللي بتفرض نفسها بقوة إما بعدد المتظاهرين فيها أو بمواقفها القوية زي اسكندرية والسويس.
طبعا أنا مش باتكلم هنا باسم اسكندريلا .. أنا باتكلم بصفة شخصية ولو اني عارفة انه أعضاء الفرقة مش مختلفين معايا في اللي باقوله. بدليل اننا كلنا ما كناش عايزين نمشي من الاعتصام وكلنا حسينا ان روحنا اتغسلت وان أي شك ولو صغير تجاه قوة هذه الثورة وعظمتها بددته ساعات معدودة وسط شباب على رأي حازم شاهين "الواحد فيهم بألف".
ححكيلكم باختصار: من قبل الحفلة واحنا مقررين اننا حنطلع بعد ما نخلص على المحافظة (مكان الاعتصام في المنصورة) واللي شجعنا أكتر كمان ان بعض الشباب المعتصمين سابوا الاعتصام مخصوص عشان يحضروا الحفلة. خرجنا من باب المسرح لقينا الجمهور لسه واقفين منهم اللي ناوي يروح على الاعتصام ومنهم اللي واقف عشان يسلم علينا. وعارفين بقى الهتيف اللي أول ما يهتف تلاقي نفسك بتهتف وراه بتلقائية ومن غير ما تفكّر؟ أهه ده موجود منه هناك برضه. للأسف لم تتاح لي الفرصة اني أتعرف عليهم كلهم.. بس كان فيه على الأقل 5 هتيفة ما فيش واحد فيهم ينطق إلا لما تحس انك عايز تصرخ بعلو حسّك وراه وان قوته بتتنقلك عبر قنوات غير مرئية وتخلي كل الحناجر بؤرة طاقة واحدة متحدة وقوية.
المهم، ما علينا.. أنا سرحت في اللحظة ونسيت أكمل. أول ما الولد هتف هتفنا وراه.. قالوا لنا تمشوا معانا في مسيرة لغاية الاعتصام؟ قلنا نمشي طبعا! ومشينا معاهم في مظاهرة وكان اللي فيهم بيردد للي واقفين على الرصيف: "ياللي ساكت ساكت ليه، أخذت حقك ولا إيه" بيقولها وهو باصص للناس في عينها.. بيقولها من قلبه.. بيندهلهم بجد. وشفت بعيني بعض الناس اللي كانوا واقفين على الأرصفة زي اللي بيفوق من دوامة ويلاقي رجليه بتاخده وسط الناس. كبرت المظاهرة شوية بشوية.. العدد ماكانش يعني فظيع عشان ما ابقاش كدابة. بس فعلا زي ما حازم قال الواحد فيهم بألف، سواء اللي طلعوا معانا من الأول أو الناس اللي قررت تنضم وتروح تشوف اللي في المحافظة دول بيقولوا إيه.
وصلنا المحافظة والناس كان ناقص يشيلونا على كتافهم.. في عينيهم سعادة وفخر وامتنان أعجز عن وصفهم. قعدنا معاهم شوية ناخد نفسنا وبعدين قمنا غنينا من غير لا أجهزة صوت ولا منصة ولا مكريفونات.. بس والله ما كنا عايزين نمشي لولا معاد السفر.
فيما يلي بقى تسجيلين قصيرين من المسيرة. ما قدرتش أصور كتير لإني كنت بانسى نفسي وانا باهتف.. وباعتذر ان الصورة ضعيفة عشان الإضاءة.. بس الصوت واضح واللي كان هاممني اني أسمعكم الهتافات.
وبعديها فيه بعض التسجيلات اللي صورها الشباب هناك في الاعتصام