٢٠ نوفمبر ٢٠٠٥

مقال لجلال أمين أعجبني جدا

ستة عشر سبباً للشك في نظرية الإرهاب
ثمة أمران لا شك في صحتهما: الأول، أن كل الحوادث التي وقعت في السنوات الأخيرة واطلق عليها لفظ «الإرهاب» من تفجيرات لندن الى مدريد الى نيويورك وواشنطن... الخ، هي أحداث كريهة للغاية، وباعثة لأشد الحزن والاستياء، ولا يمكن الدفاع عنها أو تبريرها بأي عذر من الأعذار.

والأمر الثاني، ان هناك نظرية كاملة ومنتشرة أوسع انتشار في مختلف أنحاء العالم حول هذه الأحداث، يرددها السياسيون والكتّاب ووسائل الإعلام، ليل نهار، من دون انقطاع، وتشمل تحديد المتهم وديانته وبواعثه على ارتكاب هذه الجرائم، المتهم هو اسامة بن لادن وأعوانه، ومنظمتهم تسمى «القاعدة» وديانتهم الإسلام وبواعثهم متعددة، منها الانتقام مما يقوم به الغرب، وبالذات الولايات المتحدة، من أعمال عدوانية ضد العرب والمسلمين، خصوصاًَ في العراق وفلسطين. ومنها الحقد والكراهية اللذان يفسران بدورهما بتفسيرات مختلفة، فيشار أحياناً الى أن هناك مبادئ في الدين الإسلامي تحض على الحقد والكراهية، ويشار أحياناً الى حقد الفقراء في بلاد العرب والمسلمين على الأغنياء في بلاد الغرب، وأحياناً الى كراهية الاباحية الجنسية في الغرب، وأحياناً الى كراهية شيء غامض يطلق عليه «نمط الحياة الغربي أو الأميركي»، وأحياناً يشار الى الرغبة في تطبيق الشريعة الإسلامية من دون توضيح أين يراد تطبيقها بالضبط وكيفية تنفيذ ذلك... الخ.

النظرية إذاً جاهزة وكاملة، ولكنها رغم انتشارها الواسع، لم تفلح في اقناعي، ولا زلت أجد صعوبة بالغة في ابتلاعها، بل انني لاحظت على كثيرين من معارفي درجة مماثلة من النفور منها وعدم الاستعداد لتصديقها، وإن لمست هذا النفور وعدم التصديق في الكلام المباشر وجهاً لوجه، أكثر بكثير مما لمسته في الكتابات المنشورة أو في تعليقات التلفزيون أو الراديو. التصديق رسمي وعام، ويقال على الملأ بثقة وحسم، وعدم التصديق خاص وشخصي، ويقال بحذر وتردد، بل وبيأس من أن يقبله الآخرون.

فكرت في أن أجلس وأكتب باختصار كل الأسباب التي تجعلني اشك في النظرية السائدة، ولنسمها «نظرية الإرهاب»، على أمل أن يؤدي وضع هذه الأسباب جنباً الى جنب، الى القاء ضوء أقوى بكثير مما يلقيه كل سبب إذا ذكر على حدة، بل وقد يؤدي ذلك الى تقوية قلوب غير المصدقين، وتدعيم موقفهم، بل ومن يدري قد يؤدي الى توجيه الأذهان في اتجاهات أخرى للبحث عن تفسيرات أخرى لما حدث، مختلفة تماماً عن التفسيرات السائدة وهو يؤدي الى توجيه اصبع الاتهام الى متهمين من نوع مختلف تماماً.
إقرأ الستة العشر سبب هنا

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

يمكن أنا مش موافقه في سبب ولا اتنين و يمكن عندي أسباب مختلفة، بس فعلا ده احساسي.

كل حد بيتعامل على أنه فاهم الارهاب كويس قوى، في فرق كبير ما بين الجماعات اللي كانت شغالة في مصر في التمانينات و التسعينات و بين اللي بيجرا دلوقتي، الجماعات القديمة كانت أساسا بتحارب الحكومة و كان ليهم خطاب واضح و أحيانا مطالب، و عملياتهم اللي خرجت عن ده كان تفسيرها سهل (مثلا الهجوم على محلات الذهب هدفه واضح و مش محتاج تحليل)، لكن اللي بيحصل اليومين دول مش مفهوم بالمرة.

ده غير طبعا أن موضوع أن العالم كان أمن قبل كده دي مغالطة كبيرة، عالم القلق النووي كان أمن في ايه بالظبط؟

احتمال الموت من عملية ارهابية لا يقارن باحتمال الموت من حادثة عربية، في طل حته في العالم.

sydalany-وش مكرمش يقول...

نظرته كانت شاملة و ممتازة

فعلا إختيار جيد للبوست

سامية جاهين يقول...

منوَّر يا علاء :) طبعا ممكن تختلف معاه في بعض أسباب الشك أو يكون عندك أسباب غيره.. الراجل لم يدعي إنه عالم بكل شيء بل بيدعو القارئ من أول المقال إنه يدور معاه على أسباب أخرى

"بل ومن يدري قد يؤدي الى توجيه الأذهان في اتجاهات أخرى للبحث عن تفسيرات أخرى لما حدث "

أنا شخصيا ما أعجبني في رأيه في الموضوع هو إنه بيقولها بصراحة ووضوح "أيوة أنا مؤمن بتورط يد مستفيده من تلك الأحداث ومش بالع محاولتهم لإقناعي أن من يقوم بها هو البعبع المجهول الذي يسمونه "الإرهاب" ويربطونه بالعرب والمسلمين واللي ح يقول عليّ عايش في الوهم ومقتنع بما يسمونه "نظرية المؤامرة" هو حر، هذا لن يمنعني من تفسير الأمور من وجهة نظر أخرى"

العالم دبت فيه الحروب في كل حتة وللأسف احتمال الموت عموما عالي.. وشيء طبيعي لما بلد تكون في حالة حرب زي أمريكا وانجلترا إن أهل هذا البلد يكونوا معرضين للخطر.. ولهجمات مضادة من قبل الشعوب اللي تم الاعتداء عليها (هذا إذا افترضنا أصلا إن العمليات دي فعلا تمت بتخطيط من ناس تلك الشعوب وصرفنا النظر تماما عما يقول جلال أمين إنه محتمل جدا، بل هو الاحتمال الأكبر والأكثر منطقية إن حكومات الدول المستفيدة هي اللي مألفة السيناريو وعاملاله الإخراج وجايبة الممثلين ومش فايتها طبعا لعبتها الكبرى اللي هي الدعاية لهذا الفيلم العظيم)

أنا ما أخذتش بالي من موضوع العالم كان آمن دي.. غريبة فعلا إنه يكون قال كده.. إلا لو كان قصده حاجة تانية داخل السياق.. علشان ماافتيش ح اقرا المقالة تاني وادوَّر على الحتة دي

***
شكرا يا صيدلاني

غير معرف يقول...

انا سعيد جدا بتعليقك

طبعا البلوج بتاعك جميل

واضحك انك استاذة

سأتابعه ان شاء الله

باسم شرف

adhm يقول...

ليس صحيحا اننا نعيش عالما يحيك مؤامرة من حولنا
الصحيح دائما وابدا اننا نعيش مؤامرة تحيك عالما من حولنا
فى ضوء هذا من الممكن تفسير خط سير الحداث فى الخمسين عاما الماضية من ضياع فلسطين الى .......ظهور نانسى عجرم وروبى