تدخل عليّ ابنتي متهللة وتقول:
- صنعت لك بيديّ هدية..
تمد كفها الصغير بدفتر يحمل على غلافه كلمة "كوبونات" بخطها الطفولي الساذج المبتدئ ..أفر صفحاته فأرى:
هذا الكوبون خاص بأبي وحده وممنوع أن يستخدمه غيره
الصلاحية: صالح للاستخدام 24 ساعة يومياً سبعة أيام في الأسبوع طول العمر
القيمة: قبلات كثيرة جداً
أقلب الصفحة وأجد:
هذا الكوبون خاص بأبي وحده وممنوع أن يستخدمه غيره
الصلاحية: صالح للاستخدام 24 ساعة يومياً سبعة أيام في الأسبوع طول العمر
القيمة: أحضان بلا عدد كلما أرادها
وفي الصفحة التالية:
هذا الكوبون خاص بأبي وحده وممنوع أن يستخدمه غيره
الصلاحية: صالح للاستخدام ساعات الصباح يومياً سبعة أيام في الأسبوع طول العمر
القيمة: فنجان قهوة في السرير مع الجريدة
أستمر في تقليب الصفحات.. عشرات الكوبونات المكتوبة بخطها الطفولي الساذج المبتدئ تزين حوافها سلاسل من القلوب الوردية.. كلها خاص بي وحدي وممنوع أن يستخدمه غيري.. تعدني بالنوم في حضني، و بمساعدتي في وضع ملابسي في الدولاب، وبتصفيف ما تبقى من شعري، وبمسح دموعي إذا ما سالت رغماً عنّي أمامها، وبإعادة طبقي بعد العشاء إلى المطبخ، وبالسير معي على شاطئ البحر لو سمحت ظروف عملي أن نذهب إليه، وبإطفاء التلفزيون عندما ينقل صور الصواريخ تنسف الأعراس في القرى البعيدة، وبغسيل أسنانها كل يوم صباحاً ومساءً، وبرسم أي عدد أطلبه من الشموس الذهبية المتوهجة لأنظر إليها في أيام الضباب الرمادية التي تخنقني..
ابنتي جميلة وحنونة ومعطاء…وأمريكية..
____________________
© 2006 حسام فخر
القصة منشورة بتصريح من الكاتب.
للكاتب مجموعتين قصصيتين بعنوان "أم الشعور" و"ووجوه نيو يورك" ورواية تحت الطبع بعنوان "يا عزيز عيني"
هناك ٢٣ تعليقًا:
طبعا
حلوة أمريكية دي
لأ وحاططها في الآخر
Beautiful,generous and kind=American ??!!
واقفل على الحيرة السيرة وهات شربات للكل
I really don't think he means "beautiful, generous & kind = american"! I guarantee you the writer isn't that superficial!
بالطبع الكاتب أدرى بما يريد أن يقول لكن لو كنت عايز تعرف وجهة نظري فأنا في اعتقادي أن ما يعنيه الكاتب بوصف ابنته بأنها أمريكية هو حقيقة أنها فعلا أمريكية - للكاتب الذي يعيش في نيويورك فعلا طفلة صغيرة ولدت وعاشت في أمريكا - تعبر عن نفسها بطريقة أمريكية وترى الدنيا بسذاجة طفلة أمريكية بالتناقض ربما مع الراوي نفسه ومشاعره وخلفيته وما يحمله من هموم.
والله أعلم!
whatever thoughts could come into everybody’s mind, he is sending a special message or at least that is what i think.
those little words are just a piece of art and each can understand it his/her own way !
I think I got it
.جميلة جدا
:)
فكرة حلوة و طبعا كلمة أمريكية هى كلمة غامضة و تحمل تفسيرات كتير
بس فكرة التعبير عن الحب فى الكوبونات أو فى كروت فكرة أمريكية خالصة
The way I read the last line is: beautiful, kind and generous.. even though she's american! It's a brilliant and harsh ending to a beautiful short story.. can we have more?
أجمل في القصة - خاصة النهاية غير المتوقعة - هي ما تحمله كلمة "أمريكية" من تناقض أرى أنه صُوّر بشكل ممتاز.. فالأب "غير الأمريكي" يشعر بمزيج من مشاعر الفخر والأسى في ذات الوقت على "أمريكية" ابنته!! فخور بأنها حنون ومعطاء وجميلة وبريئة،الخ لكنه كان يتمنى - كأي أب "غير أمريكي" أن تكون كل ما سبق إلى جانب أن تكون "غير أمريكية" مثله! لكنها طلعت "أمريكية"!
زي ما توقعت كل حد شايفها من منظور مختلف وده من الحاجات المميزة في معظم كتابات حسام فخر
علاء ونور وسهروردي وأنيمال .. منوَّرين
سعدت بها لانها حملت كتابة تعبيرية جديدة وليس لوجود امريكية ولا ابنته حنون ولكن فكرة اللعب مع الكوبون اعجبتني
اي ان هناك طرق اخري للتعبير
باسم شرف
أجمل ما ف القصه رقتها .. رقة ابنه تكتب كوبونات حب من اجل والدها .. رغم ان حب الابنه لابيها عفوي و معروف .. و لكن الابنه كانت من الرقه بمكان و من الفطنه علي القمه ..
امريكيه .. اعتقد انه يتحسر عليها .. كأنه ينوه انها بكماء او قعيده ..
أمريكية فعلاً
فالحب والحنان عندنا بالسايب
زي الحلاوة الطحينية من عم احمد البقال
لكن عندهم كل شئ بنظام وكوبونات
ومتعبي في قزايز
وبيوصل صح
لا بيفسد من التخزين
ولا بيزنخ من الركنة على الارفف
جميل أوي الخط الطفولي اللي ظهر في القصة على لسان البنوتة.. استمتعت ببراءتها وسذاجتها لحد ما وصلت إلى "أمريكية"..الكلمة دي شتت الإحساس اللي كنت عايشاه خصوصاً وإنها مكتوبة في القفلة وبعد "ابنتي جميلة حنونة ومعطاءة... وأمريكية" وكأن الأخيرة هي مرادف أو بالأدق تلخيص لما سبقها!! مش عارفة ليه مااستريحتش وحسيت بنبرة تمييز فيها
قصة جميلة!
ملاحظين تعامل البنت ببراءة مع المشاعر التي يتم صرفها بكوبونات,
الثقافة الأمريكية الإستهلاكية واضحة جدا بتأثيرها القاسي على اليومي و الحميم
الأداء القصصي جميل فعلا , جميل
قررت أشتري وجوه نيويورك!
باسم وروز ودعاء وابو شنب: إحساسكم مفهوم ومبرر.. ويمكن الكاتب قاصد يثير هذا الجدل... مااعرفش. وما أقدرش أنكر اني في لحظة القراءة الأولى جالي شعور مشابه لشعورك يا دعاء. يعني ده كان رد فعلي الأول
محمود: أنصحك فعلا بقراءة وجوه نيو يورك لإنها في رأيي أقوى من الناحية الفنية والقصصية من القصة دي. وبعدين كمان ممكن تساعد "من شعر بالاستفزاز" على فهم من أين أتت مشاعر وتناقضات هذا الكاتب ... لإن وجوه نيو يورك بتوضح جزء كبير من خلفية مشاعره دي
قصة جميلة ورقيقة وقاسبة في آن واحد... لم يعلق أحد على جملة هامة جدا في رأيي: "إطفاء التلفزيون عندما ينقل صور الصواريخ تنسف الأعراس في القرى البعيدة"..
I AM A TEACHER ON ARABIC TRANSLATION AT THE UNIVERSITY OF BARCELONA AND ACTUALLY I AM TRANSLATING WITH MY STUDENTS ONE OF THE SHORT STORIES OF "FACES OF NEW YORK" OF HUSAM FAKHR. I SEARCH FOR INFORMATION ABOUT THE WORK AND LIFE OF THE AUTHOR. IF THE AUTOR AGREE, WE WOULD LIKE TO PUBLISH THE TRANSLATION IN A SPANISH JOURNAL OF MODERN ARABIC LITERATURE. WHERE COULD I CONTACT HIM? (THANK YOU)
Please send me your email & contacts on s.jaheen@gmail.com and I'll forward them to Hossam.
حسام فخر له 3 مجموعات وليس انتين ياسامية، ده غير الملأخيرة اللي تحت الطبع. المجموعة الأولى كان اسمها "البساظ ليس أحمدياً" وكتب مقدمتها العظيم يوسف إدريس.
يادي الهنا يادي الهنا! هشام عبد الحميد ذات نفسه بيعلّق عندي؟ ده يوم مفترج والله! عندك حق طبعاً أنا مش عارفة نسيت "البساط ليس أحمدياً" ازاي.. حصلحها حالاً
مقال رائع جدا ومفيد واليوم وانا اقوم بالبحث في جوجل عن موقع خاص بكوبونات نون وجد هذا الموقع المتخصص في اكواد خصم نون واحببت ان اشاركه معكم تحياتي.
https://codesnoon.com/
إرسال تعليق