٢٨ يونيو ٢٠٠٥
أسئلة في الشارع
٢٦ يونيو ٢٠٠٥
SHA3BY
موسيقى و غناء شعبي من الشمال الى الجنوب
جديد المورد الثقافي هو برنامج "شعبي" الذي يقدم ستة من أهم فرق الموسيقى و الغناء الشعبي من الصعيد و الدلتا و النوبة و قناة السويس. و يمثل هذا البرنامج نواة لمهرجان سنوي للموسيقى و الغناء الشعبي نأمل في أن يتسع و يتطور ليقدم أشكالاً متنوعة من الفنون الشعبية من مصر و خارجها في نفس الموعد كل عام. يقدم برنامج "شعبي" بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة و مركز المصطبة للموسيقى الشعبية و المركز المصري للفنون و تحت رعاية شركة دلتا ميديكال.
برنامج "شعبي" يقدم على مسرح الجنينة بحديقة الأزهر كل خميس و جمعة من 30 يونيو و حتى 15 يوليو 2005 على مدى ستة ليالي :
الخميس 30 يونيو : فرقة النيل للموسيقى و الغناء الشعبي. تعد هذه الفرقة التابعة لهيئة قصور الثقافة أشهر و أكبر فرق الموسيقى و الغناء الشعبي في مصر و هي وريثة الفرق الشعبية التي أسسها زكريا الحجاوي في الخمسينات و طورها سليمان جميل في السبعينات. يشرف على الفرقة الفنان عبد الرحمن الشافعي و تقدم الفرقة عروضها على مدار العام في مهرجانات دولية و اقليمية معروفة كما تضم نخبة من أفضل المطربين و العازفين في مصر. و يتضمن هذا الحفل أغاني و مووايل من تراث صعيد مصر.
الجمعة 1 يوليو: فرقة أشر و المطرب حسن الصغير من النوبة . يقدم هذا الحفل بالتعاون مع المركز المصري للفنون الذي يديره الدكتور / أحمد المغربي.
الخميس 7 يوليو : فرقة أراجيد و المطرب سيد جاير من النوبة. يقدم هذا الحفل بالتعاون مع المركز المصري للفنون الذي يديره الدكتور أحمد المغربي.
الجمعة 8 يوليو: فرقة البرامكة. تأتي هذه الفرقة من مدينة المطرية في شمال الدلتا و تستمد اسمها من عائلة البرامكة الشهيرة في التاريخ الاسلامي و التي تفرق نسلها و أتباعها في العالم الاسلامي بعد نكبة البرامكة في عهد الخليفة هارون الرشيد. أعضاء الفرقة التي تقدم أغانيها بمصاحبة الايقاع فقط هم جميعاً أبناء أسرة واحدة ، و تتنوع أغانيهم بين دينية و عاطفية و أغان للصيادين حيث يعمل معظم البرامكة في صيد السمك من بحيرة المنزلة. يقدم هذا الحفل بالتعاون مع مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية الذي يديره الأستاذ/ زكريا ابراهيم.
الخميس 14 يوليو: فرقة الطنبورة. واحدة من أكثر الفرق الموسيقية في مصر شهرة و جماهيرية ، تأسست في عام 1989 و تضم حوالي عشرين مؤدياً بين عازف و مطرب و راقص و تقدم الأغاني الخاصة بمنطقة قناة السويس و التي تؤدى بمصاحبة آلات السمسمية و الطنبورة. و بالإضافة الى حفلها الاسبوعي يوم الأربعاء في بور فؤاد ، تقدم الطنبورة حفلاتها في مصر و بلاد العالم المختلفة على مدار العام. و قد حصلت الطنبورة على جائزة المهرجان الدولي للأغنية و الموسيقى في كندا عام 2000 كما شاركت في مهرجانات هامة في السويد و فرنسا و بريطانيا و مالي و سويسرا. يقدم هذا الحفل بالتعاون مع مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية الذي يديره الأستاذ/ زكريا ابراهيم.
الجمعة 15 يوليو: فرقة النيل للإنشاد الديني. يحتفي الحفل الأخير في برنامج "شعبي" بأساتذة الإنشاد الديني الشعبي في منطقة الدلتا و الذين يطلق عليهم "الصييتة". هذه الفرقة تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة و هي منبثقة عن فرقة النيل للموسيقى و الغناء الشعبي التي يشرف عليها الفنان عبد الرحمن الشافعي.
تبدأ جميع الحفلات في التاسعة مساءً . لمزيد من المعلومات أو لإجراء مقابلات صحفية يرجى الاتصال ب : محمد طلعت ت 0105755191
٠١ يونيو ٢٠٠٥
ستوكهولم
قالوا أنها جميلة فقلت أن كل من يسافر أوروبا يعود منبهراً أياً كانت المدينة، فلم أتوقع أي اختلاف بين ستوكهولم وبين مدن ألمانيا التي زرتها وأحببتها ... على كل حال دعاني صديقي لأزور المدينة وها أنا في الطائرة.
خرجت من المطار ونظرت حولي وكما توقعت الشوارع نظيفة والسيدات جميلات وأنيقات كما قيل عنهن .. تلك هي بلاد أوروبا الغنية.
الطريق السريع الذي سلكناه من المطار إلى المدينة كان طويلاً وجميلاً ... وعادياً.
دخلت المنزل المُنَمَّق ورحبت بي أسرته ترحيباً شديداً وانهالوا علي بالأحضان والقبلات والأسئلة: هل أنتي جوعانة؟ هل آتي لك بكوب من القهوة؟ اتركوها لترتاح فهي أكيد متعبة .. أُشعل لكِ المدفأة في غرفة النوم؟ .. الخ.
كان هذا هو أول اختلاف وجدته بين السويد وألمانيا. ومنذ تلك اللحظة تلاحقت الأحداث وأخذت المدينة الجميلة على عاتقها مهمة إبهاري كأنما عليها ندر إن لم توفيه احترقت!
بعد الترحيب والأكل والشرب والترحيب والأكل ومزيد من الترحيب خرجنا إلى حديقة المنزل الخلفية التي زرعت فيها الأم زهوراً وشجيرات تنبعث منها روائح الجنة، وطماطم في حجم التفاح – أكلنا منها فيما بعد- وشجرة فاكهة تشبه الخوخ لم تكن قد أثمرت بعد، وفي ركن من أركانها جلسنا على "مرجيحة" - لا تصدر أصوات "تزييق" عند الحركة - لنراقب الغروب...
خدرني لون السماء الذي لم أجد له تصنيفاً – برتقاليٌ ضاربٌ إلى الحمرة ممتزجٌ بخطوط زرقاء تميل إلى البنفسجي - وقاومت النوم الذي بعثه في الهدوء حتى لا أضيع لحظة من هذا المشهد الفردوسي. لكن جسدي أقوى من عقلي، وعندما يأخذ قرار فقدان السيطرة والاستسلام للنعاس – أو لأي ضعف إنساني آخر – حتى الطبل البلدي لا يستطيع أن يثنيه عن عزمه!
تخللت أحلامي مشاعر الذنب والأسف ... كيف تنامين وتتركين هذا المنظر؟
لكنني عندما فتحت عينيَّ وجدت المدينة تبتسم في وجهي قائلة بصوت رقيق دافئ –تشوبه بعض نبرات الفخر والاستعلاء الطفيفة – "الغروب عندنا يا عزيزتي يدوم ساعات كما يدوم الشروق ... يومنا في الصيف طويل وليلنا لا يعرف الظلام. فمازال يمكنك التمتع بالغروب حتى بعد أن نمتِ أكثر من ساعة"
ابتسمت تقديراً وانحنيت اعتذاراً وسلمت نفسي لها لتمارس عليَّ كل وسائل التعذيب الممكنة: رائحة الزهور في وسط المدينة، الوجوه المبتسمة في كل مكان، أشجار ذات ألوان لم أعرف بوجودها، أنغام وأحلام وعيون مشرقة متفائلة... القائمة لا نهاية لها، حتى فقدت السيطرة تماماً وهمت على وجهي في فضاءات وردية أغني كالشيوخ النشوانين في مقامات بيرم "يا أيتها المدينة الحنونة القاسية! كفى! لن يحتمل قلبي مزيداً من الجمال ... الحب والأمل والحلم أحمال فوق أحمال! كيف أعود إلى أهلي وأنا على هذا الحال؟!"
وبعد أيام طويلة من الغرق في النشوة والأحلام رق قلبها أخيراً. استيقظت من نومي بقلب منقبض مثقل بالتشاؤم ...
بالرغم من أنها لم تخبرني عندما اتصلت إلا أنني تيقنت أن مكروها ما قد أصاب أبي عندما سمعت صوت أختي.
****
طاب أبي قبل أن أعود إلى الوطن واستمتعت بباقي الرحلة وعدت إلى القاهرة بصور كثيرة وحكايات أكثر. صرت أحكي لكل الأصدقاء والأقارب عن ستوكهولم الساحرة بلياليها البيضاء وشمسها التي لا تغيب...
ومنذ ذلك الحين وأنا أعشق ضوء القمر.