طلب مني أكتب شهادتي ..هي ممكن مايكونش ليها لازمة واللي حاقوله فيها اتقال في شهادات ناس تانية أهم مني بكتير وأقرب للي حصل مني. لكني قررت أقول اللي شفته وسمعته واعمل اللي عليا.
أولا أنا عرفت عن موضوع وفاة عصام عطا من مالك عدلي على تويتر يوم الخميس بالليل. مالك قال انه راح المستشفى وشاف جثة عصام وكانت بتخرج من فتحات جسمه سوائل.. مما يتفق مع رواية السجناء زمايله اللي قالوا ان الضباط استخدموا خرطوم مياه لتعذيبه حطوه في فمه وفتحة شرجه.
تاني يوم رحت المشرحة الساعة تلاتة ونص تقريبا. أول سؤال سألته للأصدقاء من النشطاء اللي كانوا هناك هو: "التشريح بدأ؟" و"مين معاه جوه؟". اللي اتقال لي وأكدته د. عايدة سيف الدولة بعد كده ان مافيش حد معاه جوه دلوقتي غير أطباء التشريح وانها هي بتحاول تدخل ومش سامحين لها. سألت: "طيب ليه مافيش طبيب نثق فيه جوه؟" قالولي: "مش راضيين يدخلوا حد خالص. أوامر." بعد شوية دخلت د. عايدة وشهادتها موجودة هنا عشان ما اعيدش الكلام. المهم هو ان الكلام اللي قالته في شهادتها هو بالضبط اللي قالتهولنا عند المشرحة. بعد شوية لقيت مالك عدلي بيقول انهم ورولها لفافة جوه في برطمان. وشكنا كلنا ساعتها ان الموضوع بيتطبخ كالعادة عشان يبعدوا شبهة التعذيب.
ثم تأكدت أكتر من الكلام ده لما كل النشطاء والأصدقاء اللي كانوا هناك من بدري أكدولي ان فيه ضابط شرطة دخل الصبح وكلهم شافوه.. وده طبعا غير قانوني بالمرة. حيكون داخل يعمل إيه يعني؟ الحدق يفهم.
بغض النظر عن كل التفاصيل دي والسبب الرئيسي اللي بيخليني أكتب شهادتي دي هو ان انا طول الساعات اللي وقفنا فيها أمام المشرحة أثناء التشريح ولغاية ما خرجنا بالجثة مشينا بيها لغاية التحرير ولا شفت ولا سمعت عن د. أحمد صيام ده. أنا عارفة ان فيه ناس بتؤكد انه كان موجود جوه.. اللي بحاول أقوله ان ماحدش فينا يعرفه شخصيا وحتى الناس اللي تعرفه مش واثقين فيه تماما كما هو واضح من كلام د. محمد ماجد في شهادة مالك مصطفى وكما هو واضح برضه من كلام د. أماني بتاعة أطباء التحرير اللي قالت لمالك بالحرف "هو موثوق فيه بس تصرفاته غريبة". ازاي يعني واحد موثوق فيه وتصرفاته غريبة؟ وازاي يبقى موثوق فيه ومايسمحش لدكتورة عايدة سيف الدولة بالدخول أثناء التشريح. ثم قول أحمد صيام ان د. عايدة سيف الدولة كانت عصبية غير صحيح بالمرة. بالعكس انا من أول ما رحت لغاية ما مشيت وهي كانت هادية جدا وكمان كانت بتحاول تهدي أي حد بينفعل من أهل عصام. مش هي بس الحقيقة ولكن كل النشطاء اللي كانوا موجودين (منى سيف - مالك عدلي - سيد فتحي وغيرهم) كانوا بيقوموا بالدور ده.
الحاجة التانية المهمة هي انهم كانوا بيحاولوا يديروا الموضوع كله بحيث انه يتم بشكل يحفظ الحقوق ويسير حسب القواعد القانونية.
دي شهادتي.. اللي جاي بقى كلمتين عايزة أقولهم:
بالنسبة لشهادة أحمد صيام، هي تنقسم لجزئين جزء طبي وجزء ملاحظاته على اللي حصل عموما. أنا مش حاتكلم في الشق الطبي، أما الملاحظات بيحصرها في نقطتين:
النقطة الأولى بيتكلم فيها عن الأطباء الشرعيين والعاملين في المشرحة وبينفي عنهم أي شبهة خطأ إنساني أو مهني أو شخصي وكأنهم ملايكة. النقطة التانية بيتكلم فيها عن دكتورة عايدة سيف الدولة ويصورها كشيطان ثائر ودي حاجة تثير التساؤل على أقل تقدير. ثم كيف يمكن لشخص يدعي انه ينتمي لهذه الثورة ومافيش أي ذكر لأي تعامل أو تعاطف أو معرفة أو تقدير لدور النشطاء النشطاء اللي كانوا موجودين ولا دورهم في الإصرار على وجود طبيب مستقل ولا أي حاجة من دي.. بالرغم من ان ملاحظاته خرجت عن كونها تقرير طبي بس.. ودي برضه حاجة غريبة جدا وكأنه شخص هبط من السماء عشان يعمل دور معين والسلام عليكم!
عندما أوضع في موقف يطلب مني فيه اني أختار أصدق مين، أكيد أول حاجة حصدقها هي عينيا ووداني وتاني حاجة الناس اللي شفتهم واللي سمعتهم واللي لا يمكن أشك في ذمتهم أو الكلام اللي بيقولوه، الناس اللي كانوا مع عصام (ومع غيره) من أول لحظة: مالك عدلي ومنى سيف ودكتورة عايدة سيف الدولة.