٢٨ يوليو ٢٠٠٦

ماذا يقول الرجال اليوم (2)

يقول الدكتور شريف حتاتة في العدد الصادر أول أمس من جريدة الأهالي:

"المطلوب من الشعوب إذن هو أن تصمت، ألا تفعل شيئاً لإيقاف الجريمة التي ترتكب، ألا تتحرك ضدد العدوان السافر الواضح الذي تشنه إسرائيل على شعب ’لبنان‘، أن تكون الشعوب أيضاً بشكل أو بآخر شريكة في العدوان مثل الحكومات العربية التي تُوجه هجومها على ’حزب الله‘ و’سوريا‘ و’إيران‘، أن تتحدث مثلها عن توسع ’شيعي‘ في المنطقة وتنسى التوسع الإسرائيلي، ألا تنظم صفوفها، أو تتظاهر، أو تنتزع حرية الحركة ضد أعداء الشعوب العربية الدوليين والمحليين، وألا تساند المقاومة اللبنانية إلى أن يتقرر إيقاف إطلاق النار، ومواصلة المؤامرة على شعب لبنان بوسائل أخرى ’دبلوماسية‘.

"لكن لنكن واضحين. ليس بيت القصيد أن نوافق أو لا نوافق على سياسات ’حزب الله‘ أو ’سوريا‘ أو ’إيران‘، أو أن نميل أو لا نميل إلى تيارات الإسلام السياسي بمختلف أنواعها، لكن بيت القصيد هو أن نكون ضد المعتدي وضد العدوان. إنها مسألة مبدأ لا يمكن أن نحيد عنه. فكيف ننسى أننا المعتدى عليه باستمرار؟ إنه من المضحك أن يُعتبر ’حزب الله‘ هو المعتدي لأنه أسر جنديين من إسرائيل مقابل مئات الأسرى الموجودين في سجون هذا البلد الذي لم يكف عن القتل والدمار."

"لابد أن نكون ضد العدوان على شعب ’لبنان‘، أن نعلن هذا بوضوح، وأن نتخذ خطوات عملية في ذات الاتجاه، أن ندعم المقاومة بكل الوسائل التي لدينا، ألا نسمح لليأس بمواصلة زحفه على معناوياتنا، أن نرده على أعقابه بإصرار، أن نكشف التضليل الذي تنشره وسائل الإعلام وتصريحات الحكام، أن نعي مصالحنا جيداً فالذين يتبارون في تقديم الحجج حتى لا نواجه العدوان ظناً منهم أنه يمكن الإفلات من المخاطر القادمة بالتأجيل، أو الاستسلام، أو المساومة، بالاتفاق الواضح أو المستتر مع العدو، إن أمثال هؤلاء واهمون."

يقول الشاعر مريد البرغوثي في نفس العدد من جريدة الأهالي:

"ما أريد أن أقوله إن هذه الأنظمة لا تخشى فشل السيد بل تخشى نجاحه. ليذهبوا إلى الجحيم. أنا الفلسطيني الذي يأخذ الحياة والعقل والشعر مأخذ الجد أقول إني بحاجة إلى لحظة كلحظة السيد حسن نصر الله التي نعيشها اليوم. أنا بحاجة لوقفته في مواجهة العدو، ولا يضيره أن السياسيين السعداء وضعوا خصالهم في مواجهته. السيد على حق في الحالتين: إن كانت لحظته هذه صواباً سياسياً فهي لحظة بطولة، وإن كانت مغامرة وخيالاً فهي بالتأكيد، ورغم تكاليف باهظة قد تطاق وقد لا تطاق، ستنجب لحظة أخرى في المستقبل، وستشكل سابقة أمام الأجيال التي يتشكل وعيها الآن، سابقة تقول لهم إن كان التذلل للعدو والشعور بالهوان أمامه جزءاً من "موازين القوى" فإن "الشعور بالكرامة" جزءاً من موازين القوى أيضاً."

يقول الكاتب فهمي هويدي في العدد الصادر أول أمس من جريدة الدستور:

"المقاطعة مهمة جداً، وأنا مصر على أنها تزكي الشعوب، وتضر بمصالح الأعداء، فموقف المقاطعة هو الفعل الإيجابي الذي يمارسه المجتمع لإعلان غضبه واستنكاره إزاء موقف معين، فأنا بالمقاطعة (أمتنع عن شيء)، ومجرد الامتناع هو تعبير عن موقف نبيل ومتحضر، وإصرار على الإضرار بمصالح القتلة."

يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي نقلاً عن قناة الجزيرة:


"إن العدوان الذي يتعرض له لبنان حالياً هو غزو إسرائيلي أمريكي، لأن الشعب اللبناني يُضرب بصواريخ أمريكية وبطائرات صنعت في الولايات المتحدة.

واعتبر تشومسكي قيام فصائل فلسطينية بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة، وقيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين جنوب لبنان، رد فعل طبيعي للعنف الإسرائيلي الذي يمارس ضدد الفلسطينيين.
وأضاف أن حزب الله ربما لم يرد أسر الجنديين، لكنه فعل ذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني ولإجبار تل أبيب على تسليم الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين إلى ذويهم."

والبقية تأتي...

٢٧ يوليو ٢٠٠٦

في المظاهرة الناس كانت بتقول بالصريح

أنا أكيد مش خبيرة مظاهرات لكن أكيد أقدر أقول التالي:

شفت ناس من معظم التيارات المصرية موجودين وفي نفس الوقت كان فيه ناس كتير شكلهم مش منتميين لتيار معين لكن جايين عشان موافقين على شعار المظاهرة "المجد للمقاومة" وجايين يتضامنوا مع لبنان . كان واضح في الأول ان كل تيار له هتافاته اللي عايز يفرضها بس في نفس الوقت لاحظت ان معظمهم كانوا بيحاولوا يوحدوا الهتاف. كانوا بينجحوا في معظم الأوقات بس بعد حوالي ساعة الا ربع ولما الدايرة اللي الأمن كانوا عاملينها حوالينا وسعت أكثر، المجموعات انفصلت عن بعض شوية وبقت كل مجموعة بتقول هتافاتها.

الأمن طبعا كان مسخرة! وصلنا الميدان الساعة خامسة ونص (يعني قبل ميعاد المظاهرة بنص ساعة) ولقينا الميدان بكل ركن فيه ملغم برجال الأمن والمخبرين –اللي ناقص يكتبوا على صدرهم "مخبر سري"- ومجموعات صغيرة شكلهم بلطجية واقفين متأهبين على نواصي الشوارع المؤدية للميدان. أنا مش بابالغ: كل مترين بالكتير كان واقف مخبر أو رجل أمن. وكل ما نقف شوية في حتة –كنا أربع أشخاص بس في الأول- "واحد ييجي يقول لنا ممنوع الوقوف هنا يا كابتن" أو "إنتو تبع تنظيم إيه؟" أو "إنتو واقفين هنا ليه؟" طبعاً احنا حسّينا ان الموضوع شكله ما يطمنش وشكلهم كده مش حيسيبوا الناس تتجمع.

لكن الناس اتجمعت ومرة واحدة سمعنا كمال خليل بيهتف وكل الناس جريِت ناحيته وكانوا كتير. تفاوتت التقديرات، تميم وعمرو قالوا إن المظاهرة في أوجها مش ممكن تكون تعدّت ألف شخص. أنا ودكتورة رضوى عاشور كنا حاسّين انهم كانوا أكتر من كده. على العموم حتى لو كانوا وصلوا لألف فأنا أعتقد إن نظراً للظروف الأمنية الفظيعة وغياب طلاب الجامعة الأمريكية –عشان الأجازات- وغياب الإخوان المسلمين (كان فيه أفراد منهم بس ما كانش فيه مجموعة كبيرة واضحة من الإخوان ولا شفت شعاراتهم أو علمهم بكثرة)، لو نظرنا لكل الظروف دي فأكيد نقدر نعتبر المظاهرة كانت ناجحة.

رُفعت أعلام لبنان وفلسطين ومصر وطبعاً صورة حسن نصر الله مكتوب عليها "رمز المقاومة العربية"

أما عن أكثر الهتافات اللي سمعناها ورددناها فكانت:

"يا نصر الله يا حبيب، إضرب إضرب تل أبيب"

"بالروح بالدم نفديك يا لبنان"

"الله هالله هالله هالله، شد حيلك يا حزب الله" (وساعات يا نصر الله)

"يا بو هادي يا بطل، إنت بتحرر وطن"

"يا نصر الله اطلب تلاقي، في القاهرة مليون فدائي"

"بنرددها جيل ورا جيل: بنعاديكي يا إسرائيل"

"واحد... إتنين، الجيش العربي فين"

"اللي بيضرب في لبنان بكرة يضرب في أسوان"

"اللي بيضرب في بيروت بكرة يضرب في أسيوط"

"اللي بيضرب في العراق بكرة يضرب في الورّاق"

"حسني مبارك وعبد الله باعوا يا ناس حسن نصر الله"

"آدي الأبطال - يا مقاومة
على خط النار- يا مقاومة
وفي فلسطين - يا مقاومة
حماس طالعين - يا مقاومة"
(دي ليها كمالة بس طويلة فماعرفتش أحفظ منها غير الحبة دول)

"يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان"

"يسقط يسقط حسني مبارك"

"علّي وعلّي وعلّي الصوت.. اللي حيهتف مش حيموت"

"علّي وعلّي وعلّي كمان.. ضدّ صهاينة وأمريكان"

"أول مطلب للجماهير.. قفل سفارة وطرد سفير"

"مقاومة مقاومة مقاومة مقاومة"

"مقاومة مقاومة مقاومة مقاومة"









٢٤ يوليو ٢٠٠٦

ماذا يقول الرجال اليوم

يقول الأديب بهاء طاهر في العدد السابق من جريدة العربي:
"فويل لناس حلمهم مشبوه وويل لهم يوم تحاسبهم الشعوب، كان بوسعهم على الأقل أن يصمتوا وهم يرون غضب شعوبهم لما ينزل بأخوتهم في لبنان..."
"ولكن المقاومة اللبنانية كما قال سيدها وبطلها حسن نصر الله، لا تعوّل على هؤلاء الحكام، وإنما تدفع بالدم ثمن الحرية واثقة أن النصر آت آت بإذن الله."
"يقف لبنان صامداً فتحية لأبطاله والمجد لهم."

يقول د.تميم البرغوثي في العدد السابق من جريدة العربي:
"أقول كلامي هذا دارساً للعلوم السياسية، لا شاعراً ولا وطنياً ولا عربياً ولا مسلماً: إن المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، بقيادة أمينه العام السيد حسن نصر الله قد قضت على دولة إسرائيل. وقد يبدو الكلام للوهلة الأولى أماني وأحلاماً أو مبالغة خطابية، غير أنني أعني ما أقول تماما، وسأبين أدناه لماذا أعتقد أن حزب الله سينتصر في هذه الحرب، ولماذا أعتقد أن انتصاره فيها سيؤدي، بقوة المثل والنموذج، إلى القضاء على إسرائيل ولو بعد حين."


يقول الشاعر سميح القاسم لقناة الجزيرة ما معناه:
"لأول مرة في حياتي أمشي مرفوع الرأس في إسرائيل."

والبقية تأتي...

٢١ يوليو ٢٠٠٦

٢٠ يوليو ٢٠٠٦

يا أيتها المقاومة .. صباح الخير

يا صـابـر الصبـر الجميل الله مَعَـك
ما أروعـك يا شعبـنا ومـا أشجعـك
جرحك فلسطـين يِوْجَعك تزداد وجـود
وتحول الأحـزان بـارود في مصنعـك
والله مـعـك .. الله معـك .. الله معـك

الفجـر طالع مين يحوشه من الطلـوع
ويا شعب يا ممنوع يا ويل من يمنعـك
الله مـعـك .. الله معـك .. الله معـك

صلاح جاهين
_____________

يا دمعة العين ما تخافيش تجري
لابد منك في الحماس الحق
الدنيا صيف والجو مش أخضر
والموت ماهوش في صفحة الوفيات
ولابد من إتنين
الجوع وناكل
العطش ونشرب
الحياة والموت
الهزيمة وننتصر
الصبر

لكن مافيش صبر في الدنيا يقدر
وان كنت عمري ميت سنة
وان كنت ميت ألف لاجئ
مافيش صبر في الدنيا يقدر
يفطمني عن وطني

فؤاد حداد
_____________

يا أيها الرجال
أريد أن أعيش أو أموت كالرجال

أصبح عندي الآن بندقية
قولوا لمن يسأل عن قضيتي
بارودتي صارت هي القضية


نزار قباني
_____________

الآن سترون من نحن و فيم نفكر
نحن فضة الأرض النقية
معدن الإنسان الحق
نجسد حراك البحر الدائب
دعم كل الآمال
و لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر
و دونما عذاب سنلقى حتفنا

بابلو نيرودا
_____________

Until the philosophy which holds one race
superior and another inferior
is finally and permanently discredited and abandoned,
Everywhere is war. Me say war!

Bob Marley

٠٩ يوليو ٢٠٠٦

صليب كل يوم

في البدء كانوا يأتونني في النوم.

أراهم يبكون تارة ويصرخون في غضب تارة. يعيدون علي نفس الكلام بصور مختلفة وكأنني لا أفهم! أفهمكم والله أفهمكم وينفطر قلبي لآلامكم! لكنكم مجرد شخصيات في روايات وكتب. وُجَدتم بالفعل أو لم توجَدوا وكنتم حقاً على حقٍ أو لم تكونوا، هذا ليس الموضوع! ولا يهم إطلاقا! فأنتم الآن لستم هاهنا! آلامكم وأحلامكم لم تعد موجودة، فماذا تريدون؟!

ثم جاءوني في وضح النهار...

بينما كنت منهمكة في قراءة تلك الرواية البديعة تسللوا وخرجوا منها في هدوء وساروا محملين بهمومهم وحكاياتهم والآلام. سافروا وعبروا الحدود والأزمنة حتى وصلوا إلى باب شقتنا. دقوا على الباب ولم ينتظروا الرد ولم ينتظرني الباب... انفتح لهم على مصراعيه وكأنه كان يعلم بمجيئهم وينتظرهم. دخلوا ووقفوا ثوان يتأملون المنزل ويحدد كل منهم وجهته..

ثم انطلقوا.

اتجه قائدهم بخطوات هادئة واثقة نحو حجرة نومي ثم استلقى على فراشي وجسده يتصبب عرقاً ودما وأحزان. سارت خلفه مجموعة من النساء في ثياب مهلهلة ورجال أشداء يلملمون جراحهم ويلعقونها لبعضهم البعض كالقطط الضالة. عرفت منهم قصتهم وعرفت أنهم قد عادوا لتوهم من كل المعارك، ذائقين كل أنواع الذل، ناصرين كل ذي حق، مرفوعي الرؤوس، منكسي الأعلام... وأحضروا معهم كل من صادفهم في طريقهم من أناس يشبهونهم. دخلت وراءهم وضمدت جراحهم جميعاً. مسحت أقدامهم بدموعي وجففتها بشعري وكان القائد يراقبني بعينين متعبتين لا تخلوان من عزيمة، حتى انتهيت فناداني... جلست تحت قدميه ووضع يده على رأسي ثم تنهد.. وتبسم. رفعت عيني لأتأمل وجهه حتى أتمكن من وصفه فيما بعد ... فكان السيد المسيح عيسى بن مريم وكان محمدا بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، محارب عائد بجيوش المظلومين في الأرض ينظر إليهم في حنو وتحثهم عيناه على الصبر والجلد.

أما القساوسة والشيوخ فكانوا قد توجهوا إلى غرفة المعيشة وأخذوا راحتهم بعد انتهائهم من تفتيش المنزل. صادروا النبيذ والكتب وجلسوا يعبثون بسبحهم وصلبانهم الذهبية وانقسموا على أنفسهم في مجموعات وانتشروا في كل أركان المنزل.

ألقيت عليهم نظرة لا مبالية ولم ألق السلام.. فقد كان قلبي منشغلاً بآخر المدعوين. لم أره يدخل من باب الشقة ولم أجده في أي مكان.. لكنني كنت أعلم أنه قادم لا محالة فجلست في انتظاره بذراعين متأهبتين.

كم كنت ساذجة بلهاء! انتظرت وانتظرت وبحثت عنه في كل مكان! ولم أدرك طوال هذه السنوات أنه كان حبيسا مسجونا يرجوني أن ألحظه! يراهن على ذكائي وينتظرني! وكم كان رحيما غفورا عندما وجدته بداخلي! كان رحيما، غفورا، عادلا، كريم...

كان متربعاً في قلبي ينتظر دموعي لترويه... تفتح في قلبي رويدا رويدا فصرت أراه في كل شيء.
رأيته زهورا وبحارا وسماء،
ورأيته سلاحا في يد رجل يدافع عن أرضه،
كان عيونا تبكي الشهداء،
وكان الحق الواضح الذي لا يفرض نفسه،
كان نفسي التي طالما اشتقت إليها..
وكان جميلا يحب الجمال...

ركضت نحو منزلنا لأخبرهم جميعاً وأحررهم من سجونهم وشكوكهم. أردت أن أُعلِمهم أنني الآن أعلم أنهم موجودون. أعرف أنهم هنا وأرى آلامهم وأحلامهم! أردت أن أطمئنهم أنه هو أيضاً موجود وأنه في كل مكان! وأنه قادم! قادمٌ لا محالة!

وعندما وصلت وجدتني كما تركت نفسي على كرسيٍ وحيدٍ في ركن الصالة أقرأ آخر صفحة في الرواية. أتباطأ حتى لا أنتهي منها. أتباطأ حتى أفهمها. أتباطأ حتى لا أصل إلى نهايتها فأفهمها. لا أريد أن أفهمها! لا أريد أن أراهم يرحلون!

انتهت الرواية ودقت أجراس الحداد...

فالأحباب جميعا، قد صلبوا على نفس الصليب. كلهم صلبوا! وكل يوم يصلبون... وينتقلون إلى الرفيق الأعلى.. ويقام العزاء بجوار منزلنا بميدان الثورة.. كل يوم.

____________
* كتبت فور انتهائي من قراءة رائعة كازانتزاكيس "المسيح يصلب من جديد"

٠٤ يوليو ٢٠٠٦

وخلّي قلبَك عمره ما يسامح


"U.S. soldiers at the scene initially ascribed the killings to Sunni Arab insurgents active in the area, the U.S. military and local residents said. That puzzled villagers, who knew the family was Sunni, Janabi said."

"Three months after the incident, two soldiers of the 502nd came forward to say that soldiers of the unit were responsible, a U.S. military official said last week."

No comment...